اقترب مني ايها المناطقي ، انت يا من تمارس الحب مع منطقتك بطريقة غير شرعية ، نعم اقترب مني لكي اسمعك الحقيقة التي تنسيك حبك الصغير وطفلك المدلل الذي يدمي اقدام وطنا الكبير ويشوه وجهه الجميل ..
هل لك ان تسالني عن سرطان الامم وحمى الشعوب ، انها المناطقية التي ما حلت بقوم الا واهلكتهم واوردت لهم كل المتاعب والهموم ، جعلتهم يعيشون في اوطانا صغيرة متنافره ، لا تستصيغ بعضها تحسب كل صيحة عليها ، ينسجون حول مناطقهم حبال حبا واهنه يعزلون انفسهم بها عن موطنهم الاكبر ، يتسببون بالاذى لانفسهم ولبقية الخلق يطعنون بعنف ظهر وطنهم ويحسبون انهم يحسنون صنعا ..
انك عندما تصيغ كل جملة مناطقية ، انك تضع مسمارا بنعش وطنك الام ، احبب موطنك الصغير بقدر ما شئت وكيفما شئت لكن اياك ثم اياك ان تجعل رائحة خبيثة تتصاعد وانت تمارس ذلك الحب معه ، احرص على ان تكون ذا فكر واسع ، وفهم بليغ وادراك شامل ففي الاخير فان اي نار توقدها تصرفاتك سينالك نصيب منها ..
المناطقية .. هي يأس وقنوط ، وحقد دفين على الوطن الاكبر اعلمت ذلك ام لم تعلم ، هي بغض وانتقام من وطنك ، لن تجني منها غير الهلاك .
المناطقية .. يستخدمها البعض كدرع يلتجي اليه ويحتمي به اذا ما راى مصالحة تنهار واحلامه الضيقة تبدد ، ويتستخدمها اخرون انتقاما من قوم او جماعة يخالفونه الراي والفكرة ، فلا تلجاء اليها ابدا مهما كانت مشكلتك وحجمها ، ففي الحقيقة انت تنتقم من وطنك .
ان بناء الاوطان لا يتماشى ابدا مع المناطقية بينهما سدا منيع وجدار عظيم فاما ان نتخلى عن مناطقيتنا ونبني وطنا او نتخلى عن وطنا ونبنى مناطقيتنا ، فالعلاقة عكسية جدا ، قد جربناه كثيرا ولم نستفد منها غير الخراب ولم نجني منها سواء الدمار ..
اذا فما الحل ؟
الحل .. علينا ان نحرر انفسنا من هذا المرض ، ويجب ان نفرق بين الاشخاص وبين مناطقهم التي ينتمون اليها فالكل يتحمل ذنبه وحده ولا شان لاحد او منطقة في ذلك ، اذا فالنسمي الامور بمسمياتها ولا نشطح ، ونلتفت الى امورا عظام هي احق ان نعطيها اهتمام ، فالوطن اليوم بحاجة كبيرة الى برنا وعطفنا ، هو يمر بمرحلة خطيرة فلا نحمله المزيد من الاوجاع والمزيد من الرزايا التي حلها بايدينا اذا ما خرجنا من دوامة تفكيرنا الضيق ..