مد رجلك يا أبي حنيفة ولا تبالي !

مشهد مؤلم ومحزن ومخزي ومهين .. اللعنة على قيادة لا تدرك جسامة مهام مسؤلياتها الوطنية والإنسانية والأخلاقية تجاه شعبها وشبابه الأخيار الذين قدموا أروع وأنبل التضحيات .. لتحرير وطنهم .. الذي أضاعه غيرهم من قيادات الفشل والنكسات المتعاقبة .. وأصبحوا اليوم يتسولون لقمة العيش ولو بمعاش جندي .. وتستكثره عليهم تلك القيادة المزعومة !

منذ ملحمة هولا الشباب الإبطال في تحرير عدن , من أسوأ نظام قمعي بوليسي استخباري استعماري لم يشهد تاريخ منطقتنا له مثيلا , ونحن نسمع عن معاناتهم , المؤلمة والمؤسفة حقا , خاصة وأنها تتم وترتكب بحقهم من قبل أبناء جلدتهم مع الأسف الشديد , فالصور المتداولة اليوم التي شاهدناها ونشاهدها كل يوم لأكثر من 5000 شاب يفترشون الأرض ويلتحفون السماء أمام معسكر "رأس عباس" وهناك صور أخرى لأكثر من 5000 شاب امام معسكر طارق ومعسكر بدر وتقريبا 8000 شاب امام معسكر النصر .. مرابطين منذ فترة 8 أشهر .. ولا من مجيب لأمرهم المحزن!

هذه الصور والمشاهد المحزنة التي يتداولها الناس على شبكات التواصل الاجتماعي لتجمر هولا الشباب الباحثين عن التوظيف امام المعسكرات العسكرية والامنية المعنية ، كحق مشروع من حقوقهم الوطنية ، وطبقا لاتفاق قيادة المقاومة والسلطة .. الموقع في شهر اغسطس من العام الماضي ، الذي كفل ضم شباب المقاومة إلى المؤسسات العسكرية والأمنية وتعهد السلطة بدفع مرتباتهم المستحقة ، وما تضمنه قرار رئيس الجمهورية العام الماضي بدمج المقاومة الجنوبية في المؤسسات العسكرية والأمنية ومنحهم حقوقهم المكتسبة .. والذي لم يجد أي منها أي استجابة أو مصداقية لتنفيذها حتى اليوم.

هذه الممارسات اللا مسئولة في الاستخفاف بحقوق ومعاناة هولا الشباب من أبطال المقاومة الجنوبية .. هي من سيخلق جيل محبط وغاضب وردود فعل سلبية بين واساط الشباب والمجتمع المتعاطف والمتضامن مع مطالبهم الحقوقية المشروعة .. قد لا تهم من يعنيهم الأمر ممن كانوا سببا في معاناتهم وتهميشهم وتتويه قضيتهم وحرمانهم من ما تم الاتفاق عليه بين السلطة والمقاومة والتوجيهات الرئاسية بذلك .

وما تسويف قضيتهم بين اللجان الرسمية المتعددة والاستمارات المتنوعة .. إلا للتهرب من تلك الاتفاقات والتوجيهات وحرمانهم من معاشاتهم التي لم تصرف لهم منذ تحرير عدن وحتى اليوم .. ولم يصرف لهم ما يقابلها وما يسدوا به رمق عيشهم وأسرهم التي يعيلونها ولم يتم دمجهم وترقيمهم حتى اليوم .. ناهيك عن حقوق اسر رفاقهم من الشهداء والجرحى الذين أهملوا هم الآخرين وأمرهم لله.

بينما ما يسمى الجيش الوطني الموجودين في حضرموت والمهرة وشبوة التابعين لعفاش والحوثي والذين لم يشاركوا في المعارك منذ اندلاعها وحتى اليوم وظلوا وما زالوا في وداد تام مع القاعدة والحوثيين .. تصرف لهم شهريا مرتبات من دول التحالف من دبي والرياض ويصرف لهم مثلها من عفاش والحوثي من صنعاء شهريا.

وهذه التصرفات والإجراءات غير المنصفة والتي لا يوجد لها أي تفسير مقنع لدى شبابنا الإبطال والشارع الجنوبي عامة , سوى أزدياد حالة التذمر والإحباط والغضب الشعبي العام , الذي من المتوقع والمؤكد أن تكون ردود الفعل في الجنوب عامة سلبية وخارجة عن السيطرة !

وهذا ما نلمسه اليوم في الشارع الجنوبي بصورة عامة .. وتأكد بالملموس في الشعارات الغاضبة الممجدة (للقاعدة وداعش) التي هتف بها ورددها الشباب غضبا واستياء , كرد فعل سلبي من قبل هولا الأبطال المغلوب على أمرهم , وما آلت إليه أوضاعهم المزرية ونفسياتهم المحبطة , وعلى مصيرهم وقضيتهم العادلة وحقوقهم المشروعة وتضحياتهم النبيلة التي يعبث بها منزوعي الضمائر من لصوص الثورات وتجار الحروب وأطفال الأنابيب !

وتجاه ما يتعرضون له من ممارسات وسلوكيات مجحفة بحقهم وبحق تضحياتهم المشهود بها , محليا وإقليميا ودوليا , من قبل قيادة , كهذه القيادة الرثة , التي لا تستحق احترام من أعادوا لها شرفها المستباح ومكانتها المسلوبة منها , ولا نملك أن نقول عنها إلا ما قاله أبي حنيفة لأعرابي كان قد غره مظهر هندامه .. فليمد أبي حنيفة رجله ولا يبالي !

واللعنة على كل جنوبي وجنوبية لا يجرؤ أن يقول كلمة (لا) .. وإلى هنا و (كفاية) .. وبعد أن بلغ السيل الزبى .. !