هل تستغل المقاومة الفرصة التاريخية؟

2016-02-15 05:26

 

من يتابع الوضع الجنوبي بموضوعية وبعيداً عن العاطفة الجياشة التي أجتاحت الجنوبين بعد دخول قوات التحالف لعدن  لشعورهم بالتحرر من قبضة المخلوع والحوثي ، لاشك بأنه سيُصاب بالذهول والحيرة لأضاعة الفرص واحدة تلو الأخرى ، وما يجري بالجنوب أمر لايمكن السكوت عنه مهما تكن المبررات ، فالشعب قاتل قتال لأهوادة به لأجل أستقلاله وقدم كل التضحيات ولازال يقدم يومياً شهداء لأجل الأستقلال ، ورغم ذلك  لازال القرار تائهاً ضائعاً بين الترقب والعجز الواضح ، وأن كانت هناك بعض المؤشرات التي تقفز بين فينة وأخرى لصادارة المشهد تأتي عبر مصادر مُطلعة بأن هناك قرارات حاسمة ستجد طريقها على الأرض خلال الفترات القادمة ، إلا أن الأنتطار رغم تكلفته عالية لازال الوضع على ماهو عليه ، لابل يزداد سوء يوماً بعد يوم وهذا ما يلمسه المراقب للوضع الجنوبي.

 

اليوم هناك فرصة تاريخية تتجدد على أرض الجنوب وتحتاج لمن يقتنصها باحتراف لأن الوضع مُهيئ لفرض أمر واقع في ظل أوضاع متغيرة بأستمرار كما تؤكد الأخبار ، فدول التحالف اليوم ستنشغل جداً وبعمق في الوحل السوري وقد تتطور الأمور لمستويات قد يفلت بها زمام الأمور في المنطقة وهذا احتمال وارد ، وهذه هي افضل فرصة تاريخية أمام المقاومة لتلعب دورها الحقيقي في الجنوب وتفرض أرادتها الحرة ورأيها كقوة لها حق السيطرة على قرار الجنوب كحق مشروع كفلته لهم كافة الشرائع والمواثيق الدولية .

 

الجنوبين كشعب يمتلك كافة الحقوق التي يمتلكها كافة شعوب العالم بأن يكون له دولته ، لذلك عندما تفرض المقاومة الجنوبية سيطرتها على أرضها فهذا حقها ،وعندما تمتلك قرارها هنا تكون لعبتها التي أنتطرتها طويلاً وسوف تفرض شروطها وهذا أيضاً حق مشروع لاجدال به ، وبما أن العالم لايعترف إلا لمن يملك السيطرة والقوة ، وبما في الجنوب مصالح حيوية لكافة دول العالم فأن من المنطقي أن تزحف دول العالم لساعدة الجنوب ، وهذا أمر مؤكد ليس حباً في شعبه ولكن للحفاظ على مصالحه الحيوية ، فالجنوب يمتلك مميزات أهله بها موقعه الجغرافي الأستراتيجي الذي يُسيطر به على أهم ممر مائي دولي وهو بحر العرب ومضيق باب المندب فهذا بحد ذاته يجعل دول العالم خاصة بريطانيا وأمريكا يهرولون لمساعدة للجنوب ، أما الأتكال على دول الخليج فهذا وهم يعيشه صغار الساسة .

فهل يفعلها رجال المقاومة ؟

أم ينتظرون حتى تضيع فرصتهم!

هذا ما آمله وما لا آمله.

أنور الرشيد