من يتابع المشهد الجنوبي بتجرد يرى وبشكل واضح أطراف الصراع به الذي يتمحور بين طرفين الأول يتمثل بالمخلوع صالح وحلفاءه الحوثي والإخوان ، أما الطرف الأخر فيتمثل برجال المقاومة الجنوبية الأشاوس وشرعية هادي وقوات التحالف .
قد يستغرب البعض هذه الخلطة العجيبة من تشكيل تحالف المخلوع صالح لأنها تحمل بمضمونها تناقض واضح ولكنهم من المؤكد بأنهم تجمعهم مصالحة واحده وهي عدم التفريط بالجنوب لأنه بكل بساطة يمثل لهم الدجاجة التي تبيض لهم ذهباً والتفريط بالجنوب كنت يفرط بخزينة مليئة بالذهب والمجوهرات التي تدعم مجهودهم الحربي لسنوات ، أما الطرف الأخر فمُتمثل بشرعية هادي والمقاومة الجنوبية ، هنا أيضاً هذه التركيبة تحمل تناقض فيما بينهما من باب الأجندة فهادي ليس بأجندته تحرير وأستقلال الجنوب ، أما المقاومة فأجندتها التحرير والأستقلال ، وهنا يكمن التناقض بين مُختلف الفرقاء .
كل ماسبق رغم أهميته ، إلا أن الأهمية الكبرى تختبئ وراء بعض الحقائق التي يجب أن تكون واضحة , فالمخلوع لديه من الأموال التي تُمكنه من الاستمرار بالقتال لسنوات والحوثي لديه دعم من إيران والإصلاح فصيل الإخوان المسلمين فرع اليمن لديه دعم من التنظيم الدولي وهادي لديه دعم من قوى التحالف الدولي .
أما المقاومة الجنوبية فمن يدعمها ؟
المقاومة الجنوبية لا داعم لها إلا الشعب الجنوبي رغم ظروفه الصعبة ، إلا أنه أستطاع أن يكون رقم تزداد صعوبته يومياً أمام أصرار الشعب الجنوبي الذي يرفد المقاومة بكل مايستطيع .
لذلك أتسائل أين التيار المدني الخليجي من دعم المقاومة الجنوبية التي ستمثل أمل الدولة مدنية في الجزيرة التي نحن بالفعل بحاجة لها كمدنيين ؟
وأين التيار المدني العربي الذي يرى تمدد الفصائل الدينية بكل مكان بما فيها أرض الجنوب ليستولي على السلطة والثروة ، وأذا كانت إيران تتشدق بأنها سيطرت على أربع عواصم عربية فأن التيار الديني يحتل كل العواصم العربية في وضع لايمكن لأي مراقب نكرانه على الساحة الإقليمية والعربية ، ومن هنا أدعو جميع التيارات الخليجية أفراداً وتيارات وأيضاً أدعو التيارات المدنية العربية بأن تمد يد العون للمقاومة الجنوبية فهي لاتقاوم فقط لتحرير الجنوب وإنما تقاوم مد ديني سيفرض أجندته الدموية على كل المنطقة.
فهل نرى أستجابة من التيارات المدنية الخليجية والعربية لدعم المقاومة الجنوبية ؟
هذا ما آمله.