عندما منع الرفاق أغنيتان للفنانين أبوبكر سالم بلفقيه وفيصل علوي

عندما منع الرفاق أغنيتان للفنانين أبوبكر سالم بلفقيه وفيصل علوي

لم يحدث هذا في دولة متزمتة دينيا.. بل في دولة منفلتة حاربت الدين وذبحت وسحلت علماء الدين وسعت لتطبيق النظرية الماركسية اللينينية في أسوأ وأبشع صورها .

من جنون الرفاق الماركسيين قادة الفأس والشريم (المنجل) شعارهم في ذبح الرجال والأخلاق والقيم وكل جميل في جنوبنا المغبون أن وصلت فؤوسهم وشرمهم الى الفنون والأدب والشعر والغناء وتصنيفه بين فن وأدب يخدم النظرية الاشتراكية البروليتارية الثورية وفنون وأدآب رجعية تهدم وتتصام معها .

ففي إحدى المناسبات المجنونة للأدب الثوري تم تصنيف الشاعر المبدع شاعر الدان الحضرمي حداد بن حسن الكاف بشاعر الترف والبرجوازية على يد المزايد الثوري اليمني في عدن "حسن مجلي " الذي كرر التصنيف في برنامج من "الشعر الشعبي" في اذاعة عدن, وأنقلب "مجلي" على الرفاق بعد أن حصل منهم على منحة جامعية الى ألمانيا الشرقية على حساب الجنوب وعند إتمام دراسته حول وجهته الى عاصمة الرجعية والتخلف العسكري القبلي صنعاء كما كان يسميها زمن المزايدة في عدن .

الأغاني لم تسلم كذلك من الشطحات المجنونة للرفاق , كـ الأغنية الشهيرة للمطرب أبوبكر سالم بلفقيه "عادت علينا ليالي جميلة" تم منع اذاعة وتلفزيون عن من بث الأغنية بسبب أبيات الشعر التالية :

بعض الميادين فيها رويله

 وخيول زينه زكلين يعرض بخيله

ما هي لحدري ولا بن هبيله

   ما تصلح الا لفارس من الفرسان.

وهي من أشعار الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار رحمه الله .

"حمير" الجبهة القومية ومثقفيها المناضلين الثوريين التقدميين فهموا سماعا عبارة ما هي (لحدري) على أنها ما هي لحجري , والحجري مسمى لفئة إجتماعية من ذوي البشرة السمراء(السوداء) التي كان تنظيم الجبهة القومية يضطهد الفئات الاجتماعية الأخرى من سادة ومشائخ وقبائل ليعلي من شأنها (الأحجور أو الأخدام ) ممن يسميهم الطبقات الرثة وأعتبر ورود عبارة حجري في أغنية بلفقيه تعريضا بأهم الطبقات الكادحة التي تراهن عليها الجبهة القومية ووريثها الحزب الاشتراكي اليمني في إستمرارية النضال الثوري حتى الوصول الى المرحلة الكاملة من الاشتراكية العلمية .

أمّا الأغنية الأخرى التي منع إذاعتها في إذاعة وتلفزيون عدن

أغنية " هيثم عوض قال ريت الأرض في ودره" من كلمات وألحان الأمير أحمد فضل القمندان وغناء بلبل لحج الصداح الفنان فيصل علوي رحمهم الله بواسع رحمته .

مطلع الأغنية الذي كان سبب منعها نصه :

هيثم عوض قال: ريت الارض في ودره

                   باسلي القلب مابا بات شي مغبون

وحتى ولا الناس با تلقي على سمره  

                القلب ماطاع يقنع والهوى مسنون

" ريت الارض في ودره" سبب المنع , والودره تعني لتذهب الدنيا الى الجحيم في سبيل أن يسلوا الشاعر ويحب ويعشق .

وما أنطبق على أغنية بلفقيه السالف ذكرها طبّقه جهابذة الجبهة القومية في أعلى هيئاتها القيادية على أغنية القمندان وتم إتخاذ قرار يعتبر الأغنية تتعارض مع النهج الثوري الذي يعلي من قيمة العمل والإنتاج وإستمرار بث الأغنية سيدفع الطبقة العاملة الى التقاعس والتراخي عن العمل والإنتاج مع أن البلد كلها لا يوجد بها طبقة عاملة ولا مصانع كبيرة بإعتراف بعض قياداتها لاحقا , ولكنها الشطحات الثورية المجنونة المضحكة المبكية التي أضاعت أكثر من نصف قرن من عمر شعب الجنوب العربي في جولات من الصراعات الدموية حصدت عشرات الآلاف من الجنوبيين وأنتهت بهم أسرى ومغلوبين على أمرهم في باب اليمن .

*-المحرر بـ "شبوه برس"