كل العيون والافئدة تتوجه الى -جنيف- ترقب التئام الفرقاء في جولة ثانية لانقاذ الوطن الذي هو اليوم قاب قوسين او ادني من السقوط والتشظي .
في يوم الثلاثاء القادم الموافق الخامس عشر من ديسمبر 2015م نواجه انفسنا والحقائق التي لا مفر منها ولا مراء ونقولها- انه لم يعد بقوس الصبر من منزع. فاما قبول قررار مجلس الامن او ان يتهياء الجنوبيون لفرض الحل الحتمي .
صحيح ان الضرر قد وقع وان الانقلابيين قد اعملوا في الوطن من الخراب بما يفوق الاجتياح الحبشي والاجتياح الفارسي بل والاجتياح التركي بل وقبل ذلك الاجتياح البرتغالي والروماني، وكل من احتل اليمن او جزء منه شتت وقتل وشرد ، وما سوى الاحتلال البريطاني الذي كان يمثل الوجه الراقي والانساني من الاحتلالات وكان استعمارا بما تحمله الكلمة من معنى ،ولا نخدع انفسنا ونكذب على تاريخنا وصغارنا ونخبرهم ان اليمن كانت مقبرة الغزاة بل كنا نحن الضحايا وهم من يقبرون .
والحقيقة التي يجب ان نواجهها ونصدع بها هو ان الانقلابيين قد طغوا على العباد وأفسدوا في البلاد، ف -عدن- روعت بحرب لم تعهدها طول عصورها و- تعز- تقصف وتدمر ويشرد اهلها ، وهي اليوم تحت الحصار الموجع والمهين ،وتبدو اليوم هذه المدينة -الحالمة- وكانها تعيش كابوسها المخيف . ولقد نشروا الانقلابيون الشر وتوسعوا في بسطه من الحديدة حتى شبوة والبيضاء مرورا بمارب والجوف والضالع التي وقفت لهم بالمرصاد واقسمت انهم لن يمروا، وقد ابرت الضالع ، أبرت بقسمها.
ومن حقنا -اقولها- وبالفم المليان- انه وفي حالة فشل مؤتمر جنيف الثاني من حقنا وكجنوبيين ،من حقنا ان نقاتل وهذه المرة وسيكون الكفاح هو لفك الإرتباط، ولا ارتباط سياتي بعده ولا تقللوا من شان الجنوبيين وغبنهم بل وجسارتهم فهم اثبتوا انهم ليسو قادرون على تحرير الجنوب فحسب بل واكثر من ذلك .
فما عانيناه في الجنوب هو توحش استمر لربع قرن، توحش طال كل مناحي الحياة واحرق الزرع والضرع ، ولم تتوسع في الجنوب منذ اعلان الوحدة المشؤومة ،لم تتوسع المطارات ولا الشوارع او الجامعات والمستشفيات وما توسعت في الجنوب هي الاراضي المنهوبة والسجون المخيفة والمقابر الفاغرة والظلم والهوان، ومن ينكر ذلك فهو كمن يبرء الشيطان من معصيته .
ليس لنا من عذر ولا من خيار اذا فشل هذا المؤتمر، ولن نعود وبكل سذاجة الى لغة الحوار -الأخرس- بل علينا في حالة فشله، علينا ان نعد انفسنا لحفر الخنادق على طول حدودنا مع الشمال، ولسوف يبداء العد التنازلي لاعلان مشروع فك الارتباط ، والجنوبيون جاهزون لهذا الامر العظيم، وهم اليوم كالبنيان المرصوص، وجاهزون لتحقيق ذاتنا ومعنا دول كثيرة ستساندنا وقبل هذا معنا الله ووعده بنصر المظلوم ولو بعد حين .
ويقيني ان الفشل سوف يسر ويفرح!! ابناء الجنوب فلقد اعطوا وما استبقوا، وحانت فرصة اعلان تحقيق الذات، ولسوف يحقق الجنوبيون في غضون سنوات ما لم تحققه الوحدة الاندماجية -المقيته - خلال ربع قرن. ولسوف يتعامل الجنوب بعدها مع الانقلابيين بأدواتهم التي يجيدونها !! فلا تجربوها.