فارسٌ يختزل مهابةُ ثورة .. شخصيتهُ تقرأُها في صفحات المجد وترسمها ملامحُ وجههُ المهيبة ، وبمجرد ذكر إسمه تجد نفسك وبلا شعور تقف إحتراماً وتقديراً لمسيرة ثورة تكتنفها شخصية هذا القائد .. هو فارسٌ يتوشح الكبرياء في ذاته .. التواضع في صفاته .. يجود بمايملك وإن كان الثمن حياته .. تشهد له الأرض الجنوبية شبراً شبرا وتحنُّ لخطواته الجبال التي حملته مراراً واستبسل في سبيلها .
قائدٌ عسكريٌ مغوار تنادي بإسمه جبال ومدينة الضالع في كل معركةٍ إندلعت هنالك منذُ أكثر من عشرين عاماً .. سياسيٌ بارع .. مفكر حاد ومنظّرٌ للثورة الجنوبية .. مؤسس لعدة حركاتٍ ثورية سابقة في الجنوب .. مؤسس رئيسي وقياديٌ بارز في الحراك السلمي الجنوبي .. هو رجُل السلم والحرب وقائدهما .
في الثورة السلمية الجنوبية هو القائد السياسي والمُخطِط العبقري والأبُ الروحي للثورة السلمية ، وفي الثورة التحررية المسلّحة هو القائد الفذ والجندي الفدائي .
هو الشخصية الإعتبارية الأبرز التي لايختلف حولها إثنين في الضالع وباقي أقطار الجنوب .
_ إن استمر قلمي في الكتابة حول هذه الهامةِ فلن يكتفي بمجلد ثوري يؤرخ أسطورة هذا الفارس .. إنه القائد والأب والفارس العميد/عبدالله مهدي سعيد الجحافي من أبناء الضالع جحاف .
لم يتأخر في تلبية نداء الواجب الديني والوطني لقيادة الثورة الجنوبية والدفاع عن تربة الضالع في حرب العدوان الأخير على الجنوب والضالع .
كان قائداً لأشرس وأخطر جبهة قتالية في الضالع (جبهة العرشي) وهي معروفة بصعوبتها وخطورتها من بين أخواتها كما كان قائداً لبقية الجبهات الأخرى في نفس الوقت .
لم يعُد إلى منزله ولأهله منذ بداية العدوان حتى جاءت المصيبة حين تعرض لجلطة قلبية قاتله في أحد صمامات القلب وهو في مقدمة صفوف المعركة وتعرض لإنتكاسه حادة في صحته منعته عن مواصلة القتال حينها أُرغِمَ على ترك ساحة المعركة ونقل إلى إحدى المستشفيات ومن ثم نقله إلى منزله ، ومع مرور الوقت ساءت حالته كثيراً وتدهورت صحته بشكل مخيف ومتواصل ولولا عناية الله لكان في عداد الموتى حينها .
وقد أوصى وأجمع الأطباء والإخصائين على ضرورة نقله إلى خارج الوطن لتلقي العلاج في أسرع وقتٍ ممكن وبدن تأخير نظراً للتدهور المخيف في حالته الصحية ؛ ولكـــــــــــــن !!
هل يعلم أحدكم أن القائد عبدالله مهدي سعيد لا يمتلك تكاليف السفر والعلاج ؟؟؟
وهانحن اليوم نتوجه بإسم الضالع بإسم المقاومة الجنوبية بإسم الثورة التحررية بإسم الإنسانية نوجه نداءً عاجلاً نداء إستغاثة لله عز وجل ولمملكة الخير مملكة الفزعة المملكة العربية السعودية لإنقاذ حياة القائد العميد عبدالله مهدي سعيد الجحافي وبأسرع وقت ممكن .
أدعوا كل رجال الخير في الجنوب وكل من له صلة أو تواصل باللجنة الطبية السعودية أو الإماراتية لمساعدتنا بإيصال هذا النداء لعلنا نوفي هؤلاء القادة حقهم مقابل الذي قدموه لأجلنا لأجل كرامتنا وعرضنا وأرضنا ووطننا .
لماذا نتخلى عنهم في هذه اللحظات الحرجه والصعبة من حياتهم ؟؟ لماذا نتناسى نظالاتهم وتضحياتهم ؟؟ لماذا صار القائد عبدالله مهدي سعيد الجحافي ضحية ثورة ؟؟ لن ينفع الندم بعد فوات الأوان .
بقلم/ إبن الضالع
فارس الحُسام
السبت 7 نوفمبر 2015 .