هذا الفناء هي -الفوضى الخلّاقة -التي وعدنا بها ونوهت بها وسائل الاعلام الغربية وزفها الينا دهاقنة السياسة في تلك الدول العظمى ،ولقد اتت هذه الكارثة مثل -سونامي- كاسح فاحرقت البلاد والعباد ولم تأت هذا الكارث عرضية بل بإمعان وذكاء وتخطيط وتدبير محكم بل بالغ الاحكام ، وقد ياتي من ينكر ذلك ونقول اننا نرى المحارق ومن بعيد ذلك الدخان يتصاعد فهل هناك دخان من دون نار؟
ولن نمعن في لوم او جلد ذاتنا وتعذيب انفسنا بل يجب ان نقر اننا ابرياء بسطاء سذج في عالم مخيف تديره قوى متربصة مهيمنة جبارة ،قست قلوبها وتعاظمت ذنوبها وزادت توحشاتها وتوطدت خبراتها ، ونحن معهم في هذا الكوب الصغير ضعفاء نرقب بحسرات ما يدور علينا من دوائر ، وما يحيق بنا وعلينا من امكار ولن نقوى على منع الاعاصير بكف مضرجة بالدماء وصدر مكشوف .
نحن مثل ذلك الطفل البريء الساذج تنطلي عليه حيل الكبير الماكر والمخاتل والغادر ونحن بصدق في غفلة مما يجري ولقد سلمنا واستسلمنا لقدرنا المخيف اليوم نحن بهذا العناء والفاجعة لا نقوى على مصابنا و إفشال حيل الخصوم الطغتة .
وحقيقة ولا سواها أن العالم اليوم للاقوياء -المتنمرين- الذين ادمنوا المكر وحذقوا لعبة الفتن وتعلموا السطو والكسب العظيم وهم يزجوننا في آتونه فتن مخيفة تساندهم تجارب وحيل وعضلات وجبروت وتوحشات ،واغراهم ارض مباحة ورزق متاح وسهل ووفير وضعف مستدام وجهل مطبق وخلاف مستفحل.
والحقيقة التي مراء فيها ان العالم الغربي وروسيا تعود الربح السهل بل السطو ،ولا نستثني من ذلك ومن هذه القوى الفاعلة لا نستثني في هذا العالم الاّ الصين المشغولة بعملها وعملها ورزقها الحلال والهند والبرازيل وبعض الدول الغربية المسالمة مثل المانيا وكندا وايطاليا فهم في همهم وفي شغلهم وابحاثهم وصدقهم في كسب المال وتوطيد امان ورخاء الانسان .
لماذا يزجون الدول العظمى ؟لماذا يزجون بنا في هذه الفتن التي هي كقطع الليل البهيم ؟ والجواب هو الكسب السهل والوفير المتاح وشبه المباح وذلك من جراء بيع السلاح وما خلف السلاح من حمايات واساطيل وصيانة وتدريب ،وهنا يتحقق -الفيد- الخرافي ويستدام البقاء على الارض التي تسمح لهم بل وترحب بان نكون تحت سيطرتهم وضمن منطقة نفوذهم المستدام .
ولاننا في هواننا فلماذا لا نساوم وقد نستطع الى ذلك سبيلا؟ نعم نساوم ونفاصل ونتفاصل مع هولاء الجبابرة في ان يخافوا الله فينا ولهم كسبهم منا وحصتهم دون قتلنا وترويعنا. كسباً حلالاً بلالاً، دون قتلنا او دفعنا الى قتل بعضنا بل نستحلفهم ان لا يمكروا ولا -يدعوشوا- ارضنا واهلنا وحياتنا ،ولهم من رزقنا ومن بحارنا ومن ثرواتنا نصيبهم وحتى ننجو من بطشهم ومكرهم وحيلهم .
والحقيقة الصادعة ان هذا الدول العظمى المتوحشة ادمنت الكسب السهل والمغري عبر سنوات طوال، والشرق الاوسط ودول العالم الثالث مساحتهم المباحة التي تتيح لهم تطبيق كل تعاليمهم وخططهم في القهر واعمال الفتن والكسب الخرافي وذلك من جراء بيع الفولاذ والحمايات الدفاعية التي تاتي الينا فتدفعنا بدروها الى مهالكنا .
والحل ؟ نضع امام هذه الدول العظمى بدون ملامات بل وبكل شفافيات نضع امامهم -قرصهم- و حصتهم - ونقول لهم - ناقة الله وسقياها - نتعاون ، لا ان نتماكر ونتحايل ونخادع ونراوغ ورزقنا وثرواتنا مشاركة معهم دون تخاصمات او ترويعات او حشود وجيوش واساطيل.
اننا اليوم في اضعف عصر عشناه وفي حضيض الحضيض، نلعق جراحنا ونغالط انفسنا في ان تلك الامور من شرور اعمالنا ومن نزغات شياطيننا، ونحن والله ذلك الذي وقع وما حد سمى عليه وروا مجانيين الغرب قرصهم يعقلوا .