أشد انواع العداوات هي الصامتة.

2015-10-31 10:16

 

قلت لصديقي هناك شخص مر بالمجلس ولم يلتفت اليك ولم يصافحك ! فتنهد وقال ذلك مثل ابني ووالده صديقي ولكن ذلك الابن تحول الى عدوي دون ان اعرف السبب ،فلا نلتقي في عرس او مناسبة او لقاء او إجتماع ألاّ ويشيح عني بوجهه ويصد عن صفاحي ، قلت له تلك اشد الخصومات واقساها اخذ نفسا عميقا وقال والله أنها كذلك.

 

مرت اشهر فالتقيت بذلك الشاب وسالت عن سبب كراهيته ونفوره من ذلك الشخص وهو صديق والده ؟ فطلب مني ان ازوره في البيت للدردشة فقلت له ولكنني احتاج ايضا لاخوض معك حديث ذو شجون فقال مرحبا سوف اجعل اللقاء محصور بنا .

 

جئت الى بيته ونزلت في مجلسه واخذنا الحديث حول امور عامة ثم تسللت بسؤال على شكل عابر فيما هو سر الجفوة بينك وبين ذلك الرجل الطيب ؟ولقد علمت انها استمرت لاكثر من 16 سنة . كان رده هذا الرجل جرحني واهانني في الصميم حيث رفض ان اتقدم لابنته بحجة الاصل والمقام .والحمد لله لقد تزوجت وسعدت بل وللمصادفة فلقد تزوج صديقي الذي كان الوسيط تزوج بتلك الفتاة الفاضلة . صدمته بالجواب وقلت لقد مكر عليك صديقك وحرّف الكلام .وانت اليوم تمر بوهم عداوة عدمية دون اساس او مبرر.

قلت هذا لانني اعلم ان قصص مرت بين الناس مشابهة لقصص تدور بين دول ايضا وتتشابه قصص الدول مع قصص الناس وان تلك المماحكات والعداوات والغل قد تكون دسيسة او سوء فهم وان دواء الخصومات -مقابلة الوجووه- كما يقولون في الامثال الشعبية ، ويحتاج لنا ان نواجهها ونفسرها ونبحث عن سر مسبباتها .

 

اليوم معالي وزير الخارجية السعودي -عادل الجبير- في النمسا وعليه ان يهمس في اذن معالي وزير خارجية ايران - جواد ظريف - ويقول له هل لنا ان ننتقل من العداوات الكامنة المتربصة المخاتلة الى الصراحة والتكاشف والشفافية كما ونتمنى ان نتحدث بصوت عالٍ فالصمت مخيف والوسطاء قد يمكرون والفتنة كامنة متغلغة . لقد اهلكت الحرب -الباردة- الملايين وطالت وعثائها لاكثر من 40 سنة، وهي فتنة اشد من القتل . تحدثوا الى بعضكم واعتنقوا الشفافية .