في كل عام وبعيد أجازة عيد الاضحى المبارك، تلتئم - يافع- في حفل تراثي شعري مبهر ، في ميادين فسيحة وتقام هذه الاحتفلات على التوالي في مكتب الموسطي ومكتب البعسي وفي مكتب المفلحي وتحضر هذا الحفل التراثي الشعري وفود القبائل اليافعية وهي تردد زواملها في موكب مهيب و تنظيم بديع ،تلمع فيها نصال الجنابي والسيوف بل وتتزاحم فيها الاسلحة الفردية في عرض منظم خلاّب ومبهج ،يستحضر تاريخ يافع واصالتها وتراثها البهي.
ومنذ ان بدأت يافع في إحياء هذه المناسبة الرائعة تفتقت اذهان الشعراء فكتبوا الكثير من روائع الاشعار والزوامل وتنافسوا في القاء قصائدهم الرائعة في ذلك اليوم الموعود، ولقد شجعت هذه المناسبة الشعراء على تقديم الجديد والملهم من الشعر الشعبي الجميل كما ان الحفل كان ولسنوات مضت يؤمه بعض القادة والسياسين ومن منصة الحفل يلقون بخطبهم الناصحة و الحماسية ويعبرون عن مكنونات الناس وامالهم .
أملي ان يتوحد المهرجان وان لا يتعدد حتى يظهر بمظهره القوي الحاشد ،ولكي تنتهي الخلافات حول من هو الاحق في احياء هذه المناسبة الرائعة ، فارى ان تقام هذه الاحتفلات بالتداول في كل عام بين مكاتب يافع ، او ان نبحث اقامة المهرجان في منطقة -العر - فهي مساحة فارهة على انني أتمنى ان لا يستحدث في سهل او مساحة -العر- اي بنيان بل يقام عليها ملعب رياضي وتبقى مساحة محصورة لفعاليات يافع ومهرجانتها -وملم- لهم في قادم الايام واتمنى ان تشرع يافع في بحث هذا الامر قبل ان تُقطع اوصال سهل العر- لسماسرة الاراضي .
ومن المقترحات ان نبحث في تغيير وقت المناسبة او المهرجان الى موسم الصيف بحيث تكون في ايام الاجازات المدرسية اي في شهر يوليو او اغسطس ،حيث ترتدي يافع حلة خضراء مبهجة ، كما وسيتاح حضور المغتربين من الخارج في موسم الاجازات المدرسية الصيفية ، ومن المقترحات ان تعين لجنة ثقافية للتحكيم ،في اعلان شاعر العام وافضل قصائد قِيلت في هذا الأحتفالية الرائعة ،ويتم توزيع أوسمة او دروع للشعراء مع جائزة نقدية بل وجائزة لافضل زامل .
أن هذه المناسبة هامة جداً فهي توطد العلاقات وتشد اللحمة وتعيد تجديد العلاقات بين ابناء يافع ، ومن خلالها نستلهم تاريخنا في تلك الرقصات او -الحفات- والزوامل الشعبية والعروض الرجولية ،كما انني أناشد مستقبلا وزارة الثقافة ان تعين وتساعد وتشجع مثل هذا الفعاليات التراثية وتُعنى بتصويرها وعرضها على الشاشات فليس التلفزيون حكرا على الساسة -ومطبخ شهيرة لأطايب الشعيرية- بل والاحتفاظ بافلام هذه الاحتفالية كوثيقة ثقفاية تراثية تاريخة .
يافع بلد جميل يتميز بطيبة أهله وكرم قومه ولا زال يافع يزخر بتراثه وملمحة التاريخي العريق فمن طراز معماري ساحر مبني بحجر الجرانيت موشى بناصع -المرو- الى مدرجات زراعية شُكلت بل نُحتت في جوف الصخر وفي تلك الشواهق التي تعانق السحب وتجاور النجوم.
يافع رقاء معماري وبهاء أنساني وتراثي وقبلة سياحية وصيف مضمخ بالمزون والخضرة وحقول البن والذرة وعبير الريحان والترنج والورس. يافع تراث وشعر ولهجة وامثال وموروث شعبي زاخر. يافع- ذخر - يجب ان نعض عليه بالنواجذ .