من تجارب الحياة أن صديقك اوحليفك يساندك لبعض الوقت ويقف معك سواء لهدف أنساني أو لأنه يبحث عن حليف يسانده ووجدك تتماهى معه وفي ظروف عزّ فيها الحليف والنصير فيتمسك بك كصديق على أن الصداقة التي توفر مصالح قائمة مشتركة هي الاقوى والأثبت والأكثر إستدامة.
وعن تحالف ايران مع انصار الله ومع حزب الله والعراق وسوريا فهو تحالف لم يعد بتلك الاهمية وخصوصا بعد توقيع الغرب وأوربا ما يسمى بالملف النووي مع ايران وتهليل وفرحة الشعب الايراني بهذا النصر وهو نصر أعتباري يمس حياة الفرد الأيراني بالصميم والعمق.
ولو نظرنا الى اكثر دولة في العالم تعاملت بكل شفافية وصدق وحسن جوار وساعدت ايران رغم مرارات التاريخ والجوار فهي -الإمارات العربية المتحدة- فهذه الدولة الفتية التي تسابق الزمن وتحرص على توثيق علاقاتها مع كل دول العالم استطاعت رغم احتلال ايران لجزرها، فقد سمحت دولة الإمارات بتوطيد عرى علاقات تجارية خففت عن ايران العزلة المخيفة والحصار القاسي الذي اصاب ايران بمقتل.
لقد طالعتنا الاخبار ان حجم التبادل التجاري بين كل من الإمارات وايران بلغ في العام الماضي 2014م 17 مليار دولار وان رحلات الطيران وصلت الى 200 رحلة طيران اسبوعيا -نعم اسبوعيا- وهذه الرحلات سياحية ومعظمها تجارية وشكلت لايران متنفس هام وحيوي خلال سني الحصار .
وعن ايران ورغم حروبها العدمية وشطحاتها العسكرية فهي لم تتلكأ في مسيرتها وإستلهام التقنيات والعلوم الفيزيائية ، فوطدت العزم على المضي على خطى الشاة ونجحت في مجال التقنيات العسكرية والفضائية والتصنيعية، يرفدها اعداد مليونية من طلاب وخبراء ايران المتخرجين من ارقى الجامعات الأمريكية والاوربية وروسيا واليابان وكوريا الشمالية والجنوبية ، وكان أذكاهم قد بعث بهم الشاة الى الغرب ،محتذيا حذو اليابان،حيث قررت اليابان قبل الشروع بنهضتها الصناعية ان تستلهم العلم والطبائع الادارية الاوربية - فبعثت عشرات الألاف من الطلاب النابهين الى الغرب لإستلهام العلم والطبائع وضع خط تحت طبائع- فالعلم لا يكفي اذا لم تتغير الطبائع فكم جندي يمني -يخزّن- داخل الطائرة الحربية ,وهو يحلق منتشياً فوق جبل صَبِرْ .
أعود اليوم الى نقطتي الأولى وعن تعب وكلال ايران، ومصدر التعب الايراني هو صناعة الحديد والبارود وحيث لم ترى ايران هذا الحديد يتحول الى آلات في المصانع او يصهر كحديد تسليح لبناء البيوت وتشييد الناطحات بل تحول الفولاذ والصُلب الى بناء الصواريخ والدبابات والعتاد العسكري ولم تعد تجد لهذه العتادات المخيفة مخازن سواء في الجبال اوبطون الاودية ،وملّت الناس مشاهدتها في ساحات العروض التي اوهنت الخزينة -المرهقة- بمصروفاتها ونفقاتها الباذخة .
وزاد -الكلال- الإيراني الخطاب الديني المتواتر والمتوتر وعبر قرون من بكائيات ومناحات في اسباب تاريخية واهنة وأساطير لم يصدقها ويدهش لها الشباب الأيراني الذين تخرجوا من الجامعات وولعوا بالنت والهاتف الذكي ومتابعة اخبار الغرب وتقليده في الزي وان بدت الفتاة الايرانية -الحسناء- لابسة لتلك الملابس -الواقية- فما تحتها تلبس -الفتون- وآخر صرخات الموضة .
واعود ,اقول ان انصار الله في اليمن فاتهم متابعة قصة ايران وفصولها الأخيرة مع ملفها النووي،وعليهم ان يفكروا ان ايران تعبت منهم ومن سواهم، بل وتعبت ايران من نفسها وآياتها ومناحاتها . تعبت من الفقهاء والخطاب الديني وتكديس السلاح وهم اليوم على مشارف التغيير ، وكما قال الرئيس الايراني المنتخب لقد فزنا في الانتخابات لاننا حصلنا على تفويض شعبي بأن نفك الحصار وان نستلهم المستقبل وان ننعم - بهنيهة - من راحة .
على انصار الله -وان كان الكلام متأخراً بل جداً- عليهم ان يلتفتوا الى جارتهم الغنية الثرية وهي الشقيقة الأوثق والاصدق - المملكة العربية السعودية- ودول الخليج فاليوم وصل عدد المقيمين في المملكة قرابة المليون والنصف يمني ، وهولاء يشكلون رافدا إقتصاديا للوطن في تحويل العملات الصعبة ،هذا فضلا عن الدعم السخي والقروض الطويلة الاجل بل وبدون -أجل- قرّب الله أجلكم - تذكروا ايها الجاحدون العطاء والسخاء والهبات الحاتمية والدعم بالرواتب والوقود بل والانصات لهمومنا في كل حين .
عودوا الى رشدكم ايها الانصار ولا تجيّروا الله لكم يا سيد مرّان - فانته لك الله وأنا قل لي لمن؟