من يمنعون رفعنا لعلم نادينا الرياضي اوعلم فريقنا الرياضي العالمي سواء الاسباني او الإيطالي بل من يمنعون علم بلادي ووطني وتاريخي وشرفي ، من يمنعون ان نرفع هذا العلم يعادون الحرية والديمقراطية وينسفون اساسها ومثلها وقِيمها من عمق مداميكها.
تحت اي مبرر يصوغون قوانينهم او شروطهم او توجيهاتهم بمنع علم وطني من ان يرفرف سواءً على منزلي او ساحة أعتصامي بل ودائرتي الانتخابية ، العالم كله يدرك ويسمح بذلك، فما بالنا لا ندرك ولا نسمح ؟.
فلا يمنع القانون في كندا مثلا ان تأتي بسارية وتثبتها في حديقة منزلك وترفع علم مصر او علم اسرائيل او علم فلسطين او علم الهند .
وعن بريطانيا العظمى وهي مملكة إتحادية فهناك 4 أعلام أقاليم ترفع في كل مبنى حكومي في الاقاليم الاربعة وهي اسكتلندا وويلز وإنجلترا وايرلندا الشمالية . وترى في أدنبرة عاصمة اسكتلندا العلم الاسكتلندي يرفرف دون ان يعترض عليه احد.
أذن لماذا نقف ضد حقوق الشعب او حقوق فئة في رفع علمها وشعارها ولو كانت تنادي تلك الفئة في منع تعدد الزوجات مع غرابة الطلب !! او حتى تنادي بعودة الملكية الى اليمن ! هذه حقوق لا مساومة عليها ولا يجب ان نفصّلها على مزاجيتنا وأهوائنا .
وعلى من يلوحوا بمنع الأعلام الجنوبية من رفعها في الجنوب لانها رمزاً للانفصال فعليهم ان يعلموا ان الديمقراطية وان كانت بائسة في وطننا الا انها لا تمنع ذلك ابدا ، فيحق للناس التظاهر والتجمع والتعبير ، فقط ان لا نؤذي او نهدد الآخرين .ولن نستطيع ان نمنع -تعز- من الإنفصال او نتهم صنعاء بالخيانة الوطنية ولماذا تفكر صنعاء -مثلا- أن تعلن عبر إستفتاء إنفصالها وإنسلاخها وعودتها الى حكم الباب العالي؟.
تعلموا الرياضيات والإحصاء ولغة الأعداد التي لن تخدع او تكذب ،أيها المسؤولون أحصوا عدد المليونيات التي خرجت وأشهر الإعتصامات التي إمتدت من فصل الى فصل تحت حرارة الشموس الساطعة ، بل أرصدوا كم سقط قُبيل أيام من الشهداء والجرحى من ابناء الجنوب لحماية الوطن والذود عنه ، لقد خرج هذا الشعب الأعزل ليقاتل وأنتصر، وخرج الشعب قبلها بمظاهرات مليونية سلمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وعبّر وبشكل حضاري جماعي مسالم عن مطالبه ولم يفقد سلميته أو ينقاد الى روعنته او يشكل الجمهور المحتشد المليوني تهديداً حتى لعابر طريق أو مالك لمحل بقالة على الناصية.
ليتعلم المسؤولون الديقراطية فهي لا تُفصّل على هوانا ولا تتجزأ ، بل وماذا تعني حرية التعبير، وليفهموا لغة التصالح مع الشعب ويدركوا بل يتداركوا مشاعر ومضنيات الناس وهمومهم ومرهقاتهم ، فنحن نتحدث عن الديمقراطية وعن حرية التعبير وعن الاتحاديات والفيدرالية وعن الاستقرار والامن والسكينة، ولكننا وبنفس الوقت نخدع انفسنا وتفضحنا اقوالنا بل تهديداتنا وهي اما سوء فهم أو عنت أو جبروت أو العزة بالإثم او هي زلات الألسن تعبر عن مكنونات الأنفس الأمّارة بالسوء .
أخر الكلام .
فإما حياة تسر الصديق ** وإما مماتُ يغيظ العِدى