ليلة سقوط المكلا

2015-07-09 22:20

 

ليلة سقوط  المكلا : لم تكن تلك الليلة من إنتاج شهريار , و لا سيناريو شهرزاد .. فحين طلع الصباح, استمر الكلام المباح,  واستمر الفعل غير المباح... وسقطت معها آخر الأقنعة , و آخر وريقات التوت.

 

ليلة سقوط المكلا : هرب مسئولون واختفى آخرون, وذاب جيش عرمرم, كان قد وعد رئيس لجنتهم الأمنية المحافظ باحميد, أن المكلا في أيدي أمينة و كل شيء تحت السيطرة, و لا داعي لتشكيل اللجان الشعبية.

 

ليلة سقوط المكلا : ظهرت قيادة جديدة تدير البلاد, وواقع جديد على الناس أن يتقبلوه و يتعايشوا معه, أو يرفضوه ويثوروا عليه بأساليب شتى..

 

ليلة سقوط المكلا : لم تكن بداية الأزمات في محافظة حضرموت.. فقد عانينا منها سنين طوال, ومازالت ذاكرتنا تحتفظ بالعديد من الأزمات والكثير من القصص والحكايات.. أكانت في الغاز أم في الديزل أم في البترول أم في الكهرباء...كانوا يتفننون في تعذيبنا, صحيح أنها تأتي متفرقة, أي كلما انتهت أزمة حلت محلها أخرى , و الآن تأتي كلها مجتمعة, و في وقت واحد, ناهيك عن كونها في شهر الصيام .. فعليك أن تقف ظهر رمضان في طابور البترول وطابور الديزل وطابور الغاز و طابور الثلج.. أربعة في واحد .. و كل هذا يحدث في قيظ الصيف و انقطاع شبه تام للكهرباء..

 

ليلة سقوط المكلا : عرفنا جميعا أن القادمين لا ينوون إقامة  دولة, وليس لديهم نية الاستمرار والبقاء و المكوث, ففتح أبواب السجون ونهب أموال البنوك ينفي عنهما ذلك..

 

ليلة سقوط المكلا : سقط كثير من الأبرياء, من حراس السجن وحراس البنوك, من الذين ليس لهم – كما يقولون –  لا في البطة ولا في السليط.. لكنها مشيئة الله.

 

ليلة سقوط المكلا : كانت المكلا  و مازالت تديرها أيادي صالح, و لولا صالح وأياديه لما سقطت المكلا – دون مقاومة تذكر -  أمام بندقية آلية أو سلاح الدوشكا . ولولاهما لما عانت حضرموت كل هذه الأزمات وبهذه الوحشية و القسوة.. حتى أن أحدهم قال: إنها إحدى السنين العجاف التي لم يعرفها إلا المصريون قديما..

 

ليلة سقوط المكلا : لن يسقط شيءٌ بالتقادم, فما يُفعل بنا من أزمات مفتعلة, في كل مناحي الحياة, آخرها نضوب السيولة المالية واختفاء العملة المحلية, فسيأتي اليوم الذي نطالب فيه بالتحقيق في كل ما يحدث من أزمات و اختناقات ومحاسبة الجناة, فلن يسقط شيءٌ بالتقادم .. ولن تجب الحرب ما قبلها...