أكثر ما يشعرنا بالغثيان، هو أن يتصور اللصوص بانه يمكن أن نتعلم دروس الوطنية من تجاربهم الفاسدة!.. أيا كانت أسباب هروب مدير مؤسسة كهرباء عدن، فلا آسفا عليه، ونعتقد برحيله ستتنفس عدن الصعداء، فهي تستحق اشرف من شخص مثل خليل عبدالملك.
قد لا نملك الحق في تخوبنه، وذلك ليس لأنه فوق الشبهات،إنما لأن قيمنا انظف من هذه اللغة، ولكننا، لسنا محبرين على احترامه، ولا نبخسه حقه إذا وضعناه في خانة الفاسدين واللصوص.
لا جدال في أن رحى الحرب قد طحنت عدن حتى أصبحت مدينة منكوبة، وان الكهرباء ليس استثناء، ولكن الحقيقة أيضا أن كابوس الكهرباء جاثم على صدورنا من قبل أن يرسل المخلوع جحافله لتلاحق شرعية هادي، وقبل أن تسقط قذيفة حوثية واحدة في شوارع عدن!.. وصحيح أن البنبة التحتية لكهرباء عدن متهالكة ومحطة الحسوة في سكرات الموت، ولكن مابال ذلك الصخب في كل عام، وحديث الصفقات، ومشاريع الطاقة التي ذهبت هباء، والمحطات الجديدة التي خرجت عن الخدمة قبل أن تولد ميجاوات واحد أو تشعل شمعة واحدة في الظلام!
لا نستطيع أن ننكر بأن في عهد المدعو خليل عبدالملك شهد سوق المواطير بعدن طفرة كبيرة، وبلا فخر فإن هذا الإنجاز يسجل في صفحته فساده بحروف من رجس!.
الباشمهندي" خليل" الذي يعتقد بأن كل "كامبة" تحلف بوطنيته، ليس أكثر من سمسار، و احد الانتهلزيين الذين رقصوا على جراح عدن ومعاناة أهلها، وهو مثل كثيرون جابوا إليه وجوههم صفر وتملاءها غيرة وبنطلوناتهم تسقط على أوراكهم من ظنك العيش، وبعد سنة مسؤلية تتفتح خدود هم وتحمر شفائفهم، وتنتفخ كروشهم إلى حد التقزز، وحتى أطفالهم الذي كان أقصى أحلامهم "سيكل" ابو ثلاث عجل أصبحوا يشطحون "بسوناتا" ،والأمر الذي يجعلك تضحك وتبكي معا انهم حين يغادرونها نسمع ذات الاسطوانة المشروخة عن عدن التي تسكن أحشائهم وأهلها الطيبين الذين كان لهم شرف سرقتها!.
ان كان "صالح" وخبرته قد أخذوا على أنفسهم عهد بأن يجعلوا من عدن قرية، فإن "خليل" ومن على شاكلته كانوا ادواتهم الرخيصة، والسوط الذي يجلدون ظهورنا به..
في آخر أسطور نقول.. ان الذيل مهما بلغ طوله مستحيل يأتي يوم ويصبح رأس!.