فخامة الرئيس / عبدربه منصور هادي المحترم
حفظه الله
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا امتلك موهبة كتابة الديباجات المنمقة ولا الرسائل السياسية ولكنني قلت ما يجول بخاطري في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها أهلنا وسطرته في هذا الخطاب.
فخامة الرئيس
لقد جئتم الى سدة الرئاسة بعد توافق قوى النفوذ في صنعاء على أختياركم بناءا على حسابات خاصة بهم, لم يكن لنا في الجنوب دور في مسرحية الاستفتاء ( الانتخابات) التي شرعنت لكم تسلم حكم صنعاء الذي لم يسلم لك في واقع الامر.
انتظرنا وانتظر معنا غالبية أبناء البلد علنا نرى تغيير يمس جوهر المشاكل التي يعاني منها الناس بعد استبد أن بالحكم حاكم جاهل مستبد فاسد صنع من حوله عصابات فساد ورمى لهم بالفتات وأنهك هذا الشعب حتى جعل البلد في اسفل قوائم التنمية على كل المستويات, لكن انتظارنا طال حتى وصلت الامور الى ان تتحرك مراكز النفوذ في صنعاء الجديدة منها والقديمة وتضعك رهن الاعتقال انت وحكومتك.
بعد خروجك من منزلك الى عدن حذرنا من انتقال صراع قوى النفوذ في صنعاء سوف ينتقل الى عدن بحجة اعلانك ان عدن عاصمة مؤقتة وهو ما حذر منه كثيرون لكنك واصلت السير في طريق قاد عصابات اهل الشمال من مليشيا حوثة وجيش لا وطني الى بدء حرب على الجنوب لا ناقة له فيها ولا جمل وعندما وصلت القذائف الى قصرك في معاشيق لم تتأخر في الخروج مع مجموعة منتقاة من حاشيتك لتصلوا الى عمان ومنها الى الرياض.
لقد قيّض الله لنا وجود جار بحجم دولة وحكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله , الذي اتخذ قرار تاريخي بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي لوقف هذه الحرب والتمدد لهذه العصابات في الجنوب وقدمت هذه الدول متمثلة في التحالف العربي كل ما يمكن تقديمه من دعم عسكري ومادي ومعنوي واعلامي لحكومتكم المتواجدة في الرياض .
لكنه من المحزن والمؤسف ان حكومتكم لم تدر معركتها كما ينبغي ولا حتى في الحدود الدنيا والتف حولكم من كانوا يوما جزء من عصابات الفساد التابعة للرئيس المخلوع وتجلى فشل حكومتكم في ادارة ملفين مهمين هما :
1- ملف الاغاثة الذي اوكل لمن لا يمتلكون اي خلفية عن مثل هذه الاعمال ولا خبرات فنية وإدارية ,عدى عن ظهور سلوكيات من اعضاء اللجنة العليا كشفت عن التصرف بعنصرية وجهوية خالصة والا كيف لهم ان يفسروا ان عدد السفن التي توجهت بالاغاثة للبلد تعد بالمئات وتبقى مدينة كعدن التي شهدت ابشع جرائم القتل والدمار والتجويع و نزوح اكثر من ثلاثمائة الف نسمة من منازلهم عن كل باقي المدن لم تصلها الا اربع سفن من دولة الامارات العربية تخفف عن أهلها الكارثة التي حلت بهم وتعزز صمودهم بينما تدخل سفن اخرى يوميا الى ميناء الحديدة وطائرات الى مطار صنعاء وكلاهما يقعان تحت سيطرة الحوثي وجيش المخلوع.
2- الملف الثاني هو الموقف المتردد من المقاومة وخصوصا منها المقاومة الجنوبية التي دافعت عنكم وقاتلت في احياء كريتر والمعلا والقلوعة و خورمكسر والتواهي وأحياء عدن الشمالية بما فيه ميناء العسكري وقاعدته البحرية لمدة اكثر من شهر دون ان تتلقى اي دعم حاسم يسمح لها بالصمود في وجهه عصابات الجيش والمليشيا الحوثية المدججة باحدث الاسلحة.
* لست خبيرا بالاستراتيجيات العسكرية والسياسية ولكنني كمواطن من الجنوب وغيري كثيرين يرون ان كل هذا الفشل في الملفين لم يأتي فقط عن عجز في ادارتهما , ولكن في جزء منه مقصودا لكي لا يتم تصفية وجود تلك العصابات من عدن والجنوب وتطهيرها لان قوى النفوذ القادمة من صنعاء والمتلفة حولكم لا تريد لذلك ان يحصل تحت مبرر الخوف من الانفصال.
* لقد ادرك كثيرون ان هذا التفكير حول التهويل من الانفصال هو تفكير غبئ وسيئ النية في نفس الوقت فمن كان لهم تأثير في دوائر صنع القرار حول حكومتكم حرصوا على عدم دعم عدن وصمودها بالاغاثة والدعم اللوجستي للمقاومة هو فقط بهدف إلحاق الاذى والدمار والقتل بالجنوب واهله و جعله عاجزا عن الوقوف في وجه هذا العدوان لابقاءه تحت هيمنة قوى النفوذ في صنعاء.
* ان قضية إعلان كيان جنوبي مستقل (الانفصال) ليست فقط قراراً وطنيا بل هو قراراً اقليميا ودوليا لا بد ان يمر عبر تلك المؤسسات الراعية للقوانين الدولية كون اعلان الانفصال يحتاج الى اتفاقيات دولية تضع في عين الاعتبار حقوق شعبنا الجنوبي وحدود دولته ونظامها الجديد وثرواته وكذلك الوقوف امام جرائم حكام صنعاء خلال ربع قرن من الوحدة المشئومة.
* لذلك فأنني أطمئنك ان الجنوبيين يعرفون ان امامهم مهام كبيرة حتى الوصول الى استعادة هويتهم وبناء دولتهم الجديدة.
المواطن الجنوبي
حسين لقور بن عيدان