تكرار الحرائق في محمية الحسوة يثير الشكوك بأنها متعمدة
*- شبوة برس - عدن «الأيام» علاء أحمد بدر:
الدفاع المدني يخمد حريق استمر لخمس ساعات في محمية الحسوة
> أفاد لصحيفة "الأيام" مصدر في الدفاع المدني بالعاصمة عدن، أن رجال الإطفاء تمكنوا بصعوبة من السيطرة على حريق اندلع في محمية الحسوة بمنطقة الشعب في مديرية البريقة.
وهرعت قوات الدفاع المدني إلى الموقع عقب بلاغ عن حريق في الأشجار الكثيفة بالمحمية، حيث تمكنت من السيطرة عليه وإخماده دون تسجيل أي خسائر أو معرفة أسبابه.
وأشار المصدر إلى أن فريق الإطفاء ظل يكافح الحريق من بعد غروب الشمس وحتى الساعة الحادي عشرة مساءً، موضحًا أن 3 عربات تابعة للدفاع المدني وصلت إلى المحمية، بالإضافة إلى عربة واحدة أرسلها ميناء عدن للمشاركة في إخماد اللهب.
وأفاد مصدر الدفاع المدني أنه ونظرًا لصعوبة السير على الأرض كونها رخوة ورطبة بالماء فكان من الصعوبة بمكان على العربات الكبيرة أن تغامر بالمشي عليها وهو ما سيؤدي إلى تعثرهم، لذا فقد تم استخدام نحو 19 خرطوم من السيارة الأولى، و7 أنابيب من المركبة الثانية، و6 خراطيم من العربة الثالثة، وذلك من أجل تكثيف عملية الضخ المائي لوقف النيران.
وأضاف المصدر الأمني أن نحو 22 فردًا من أفراد الدفاع المدني يقودهم نائب المدير العام الملازم أول فارس سالم صالح جميعهم شاركوا في محاصرة النيران قبل انتشارها في الأشجار المجاورة كون المحمية تمتلئ بها وعلى رقعة واسعة من الأرض الخضراء.
وهذا الحريق لم يكن الأول بل سبقته عدد من الحرائق السابقة كالذي حدث في شهر سبتمبر من العام 2023م، بالإضافة إلى ما تعرضت له المحمية الطبيعية خلال شهر ديسمبر من العام 2024م لعملية حرق طالت أجزاء واسعة من أشجارها، ما أثار موجة من الغضب والاستنكار بين السكان المحليين، لافتين إلى أن الحريق يشتبه في أنه متعمد من بعض المزارعين الذين قاموا بإشعال النار لاستبدال تلك الأشجار المحترقة في المحمية بالقصب.
من جانبهم استغرب عدد من المواطنين من عملية الحرائق المتكررة لمحمية الحسوة، مشيرين إلى أنها تبدو وكأنها مبيتة بهدف السيطرة على هذا الموقع الحيوي والذي يُعد المحمية الطبيعية الوحيدة داخل مدينة عدن، ويقع الموقع على خط البريقة – كالتكس، ما يزيد من أهميته البيئية والجغرافية.
وحذّر ناشطون بيئيون من خطورة هذه الأعمال التي تهدد بتدمير المحمية، داعين الجهات المعنية إلى التحرك السريع لفتح تحقيق شفاف ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة البيئية، مطالبين بتكثيف جهود الحماية للحفاظ على ما تبقى من المحمية، حيث تُعتبر محمية الحسوة الطبيعية متنفسًا بيئيًا فريدًا في عدن، وهي موطن للعديد من الكائنات الحية والنباتات النادرة، مما يجعل حمايتها مسؤولية جماعية تتطلب تعاون الجميع.
كما دعا البيئيون زوار المحمية وسائقي المركبات العابرة بجانبها إلى الحذر وعدم رمي أعقاب السجائر المشتعلة أو أي مواد قابلة للاشتعال داخل المحمية أو بالقرب من الأشجار المحاذية للخط الرئيسي حتى لا تكون سببًا بحدوث كارثة لا سيما مع الرياح الموسمية في شهر يوليو تحديدًا.
وكانت محمية الحسوة في العاصمة عدن قد حازت سنة 2014م على جائزة (خط الاستواء) من الأمم المتحدة ضمن 26 موقعًا على مستوى العالم، نظرًا لموقعها الاستراتيجي وضمها العديد من النباتات البحرية والصحراوية وكذا عشرات الأنواع من الطيور المستوطنة والمهاجرة مساهمة في حماية التنوع الحيوي وتعزيز السياحة المراعية للبيئة.
ومؤخرًا تحوّلت تلك الطبيعة الخلابة التي كانت مقصدًا للسياحة والترفيه إلى مكانًا مرعبًا مهجورًا وكئيبًا تفوح منه رائحة الصرف الصحي وتحوم فوقه الغربان بكثافة.