عندما يبلغ الجور مداه فهو كالفيروسات الخبيثة فإما ان تهلك الجسد وإما ان يقاومها فيفتك بهذه الفيروسات ،ولقد قاومت - شبوة- وسوف تنتصر . فاليوم شبوة تتصدر المشهد وتستجمع قواها وتخوض التحدي ببسالة نادرة ، حاشدة كل إيمانها وصلابتها وتاريخها وفروسيتها
وعن الغزاة فقد اتوا الينا يستوقدون ناراَ ،وفي ارضنا وبين مرابعنا، جاءوا وهم يجهلون القوم ومشايخ القوم وأكابرها ،ومنهم ذلك الفارس الصنديد الشيخ صالح بن فريد العولقي حفظه الله ونصره هذا المقاوم ،الذي ترك الوطن شابا خاليا وفاضه الاّ من من بندقيته وأيمانه وخاض التحديات في حياته وتحول الى رجل اعمال ناجح ، ولمس في بلاد الغرب والشرق رغد العيش ووثارة الحياة وسكينتها . الا انه لم يستكين ويميل الى الدعة وهو يرى ارضه وقومه يعانون ويستبعدون ، فأستجاب لنداء الوطن وخاض مع قومة الاحرار معارك الشرف والحق وهاهو اليوم في صدارة المشهد وفي عين العاصفة .
لو ان الحوثيين تريثوا قليلا وسالوا منهم العوالق؟ ومنهم مسامير الذلق؟ ومنهم النار التي من مسها أحترق؟ لما اقدموا على هذا الرعونات والشطحات وساقوا انفسهم الى محاشرهم ومهالكهم سوق القطيعِ الانكدِ ! .
على ان الحوثيين لم تٌساق او تنساق جحافلهم ، وتدفع دفعاً و بهذا السرعة والرعونة والخيلاء الاّ بدفع تحريضي إنتحاري متعمد للفتك بهم ، فهم لم يستقروا سوى ايام في العاصمة التي سقطت لهم بين عشية وضحاها، لم يستقروا الاّ ووجدوا انفسهم في حشد توسعي لاخضاع كل الوطن ومن اقصاه الى اقصاه، ولسوف يدركون ربما في الوقت الضائع- ورطتهم ويتذكرون ان من زج ودفع بهم الى هذا الجنون والإنتحار ليغريهم بالمجد والسؤدد أنما دفع بهم إنتقاما من الوطن وربما تخلصاً منهم .
وكلمة أخيرة اقولها لمن يعتقد انه سينتصر على الحق . ويٌخضع الفرسان ويعلم الاقويا المؤمنيين الأذعان والإستكانة ، لقد جهلتهم وها أنتم اليوم تجهلون فوق جهل الجاهلين فلقد اتيتم الى المحارق وقطعتم دربا شاسعا لتموتون في ارض لا تحبكم ، تموتون غزاة وكان بامكانكم انت تسلكوا دروب الوطن ساعين في مناكبها و مسالمين تشاطرون أهلها صنع الحياة لا صناعة الموت ، ولكن خاب مسعاكم .
واقول لصاحبي الذي قال لي اليوم -ربما مازحاً-، لقد قاتل - صالح- عن ناقته التي عقرناها ! واقول له لا تستثير الشجون ، وتكلف القول ما لا يطيقه . فليس في ارضنا له ناقة ولا جمل ،ولا يحمِّلنا ناقة الله ولا سقياها .