الساكن فينا ‘‘عادل الأعسم‘‘ .. سنة سادسة رحيل

2015-04-25 14:55

 

أستاذي وأخي وصديقي الكبير عادل الأعسم هأنا التقيك مجددا على صفحات الصحف وشاشات المواقع الأخبارية الالكترونية كعادتي في ذكرى رحيلك السنوية وهأنا أحيي ذكرى رحيلك السادسة هذه المره ومدينتك التي شهدت ميلادك ونشأتك وتألقك وأحتضنت رفاتك تعيش وضع أستثنائي شديد التعقيد والخطورة وأهلك وأحبابك القاطنين بين ثناياها الذين أحببتهم حتى الثمالة وسخرت قلمك وموهبتك الصحفية لخدمتهم والدفاع عنهم وعن حقوقهم يرزحون تحت وطأة عدوان همجي بربري تخوضه قطعان بشرية متوحشه فقدت كل ما يمت للرجولة والأنسانية بصلة.

 

قطعان همجية تمتطي صهوات الدبابات وآليات الموت والدمار موجهة فوهاتها صوب منازلهم وتجمعاتهم ومشافيهم وأسواقهم وبيوت عباداتهم نعم أستاذي أبا محمد أهلك وأحبابك وأصدقائك في عدن يتعرضون للقتل والتعذيب ومكونات ومقدرات مدينتك المسالمة الوديعة تتعرض للتدمير الممنهج والمخطط له مسبقا في مطبخ سيئ الذكر والصيت والسمعة علي عبدالله صالح.

 

سنوات ست مضت منذ إن ودعانك للمره الأخيرة وأودعناك الثراﺀ مضت من عمر الزمن ولكنا لم تمض بعد من ذاكرة أهلك وأصدقائك واحبابك وزملائك ونحن تلاميذك الذين تتلمذنا على يديك وتعلمنا أبجديات العمل الصحفي.

 

سنوات ست منذ إن رحلت عن رقعة الوجود ولكنك لم ترحل من قلوب محبيك وعشاق قلمك ومصداقيتك ومهنيتك التي كانت بمثابة رابط الحب والعهد بينك وبينهم.

 

منذ ذلكم اليوم الأسود الذي أحتشدنا بالالاف فيه لأستقبال جثمانك الطاهر في ساحات وصالات مطار عدن الدولي ورافقناه إلى منزل والدك الحاج محمد سالم الأعسم اطال الله عمرة ومنه إلى مقبرة الرحمان في منصورة عدن هناك حيث أمتزج دموع محبيك بالتراب الذي أستوطن قبرك من حينها وأنت ياعادل حاضرا فينا لم تغادرنا طلتك البهية وابتسامتك البرية ومواقفك الوفية.

 

نعم فأستشعارنا بوجودك معنا وفينا وبيننا لم يحسسنا بطول السنوات المنصرمة من زمن رحيلك فتلك السنوات الست التي مضت ضلت في حساباتنا نحن كستة أيام فقط.

 

اليوم وفي حضرة ذكري رحيلك السادسة تضاف إلى حزننا على فراقك احزنا جمه بفقدان شبان وشابات وآباﺀ وأبناﺀ وأمهات من أبناﺀ مدينتك التي سكنت قلبك وجوارحك حيث سقط المئات من الشهداﺀ من أحياﺀ القطيع والبادري والخساف والسعادة وجمال ودار سعد وريمي والسيلة والممدارة وحافون والشيخ اسحاق والعريش والنصر وغيره تلك الأحياﺀ والحافات العدنية التي تجولت فيها وعشت مع أصدقائك لحظات رائعة بين ثناياها شهدت سقوط هولا شهداﺀ دفاعا عن عدن وشرف وكرامة أهلها الذين فوجئو وبدون سابق انذار وبغير مبررات باجتياح عشرات الالاف من أبناﺀ الشمال لمدينتهم وتدميرها وقتل أبنائها ومثلهم ممن عاشو في عدن سنوات طوال وعملو وتحسنت أحوالهم فيها هبو هم كذلك لمساندة الغزاة غير آبهين بفضل المدينة الفاضلة عليهم.

 

فعدن يا أبامحمد التي أسميتها أبان حرب الشمال على الجنوب عام 1994 م سراييفو اليمن تعيش ومنذ شهر تقريبا على وقع قذائف الدبابات ورصاص القناصات المنبعثة من أعلى المباني والتلال والمرتفعات لتخترق أجساد الأبرياﺀ.

 

وعلى الرغم من هكذا وضع مزري تعيشه محبوبتك عدن إلا إن عزاؤنا الوحيد إن أهلك فيها وبالذات الشباب منهم أثبتو مدى حبهم لها من خلال هبتهم الواحدة والوقوف وقفة رجل واحد في وجه المعتدين الحوافش وصدهم ورد كيدهم في نحورهم .

 

فألف رحمة عليك أستاذي القدير وتغمدك بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك وأقاربك واحبابك وأصدقائك الصبر والسلوان.