محددات القضية الجنوبية - بقلم : علي محمد باوزير
ان التخبط والغموض المبهم في الهوية والانقسامات كان له دورا اساسيا في معاناة الجنوبين وتعقيد قضيتهم بالرغم من عدالتها , ترتب عليه اسغلال ارضهم ونهب ثرواتهم وحرمانهم منها ،
وعلى الجنوبين أن يدركوا خطورة انقساماتهم و اثارها السلبية المدمرة عليهم وعلى قضيتهم وهو ما قد يدفع المجتمع الدولي والاقليمي إلى فرض الحل الذي يريده عليهم, وما المبادرة الخليجية التي لم تشر للقضية الجنوبية لا من بعيد ولا من قريب وكذا قراري مجلس الأمن رقمي 2014 و2051 الا خير مثال على ذلك.
ومع ذلك لازلنا نعتقد أن حل قضية شعب الجنوب لا يمكن ان تتم في إطار اصلاح باي شكل من اشكال الوحدة من الداخل لانه لا توجد وحدة من الاساس بعد أن استعاد الشماليون دولتهم بالحرب في عام 94, ولو كان ماهو قائم في الجنوب وحدة , لما وجدت هناك قضية جنوبية اصلا .
وعليه فانه من حق شعب الجنوب أن يستعيد دولته بالسلم ولكن ليس من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل بمسارته الحالية كما يرى البعض وانما من خلال مسار اخر (شمال جنوب), كما أن طرح خياري الفدرالية أو فك الإرتباط من قبل الجنوبيين كخيارات مسبقة من قبلهم بدلا من حق تقرير المصير واستعادة الدولة لن يبقى للمفاوض الجنوبي ما يتفاوض من أجله .
أن المطالبة باستعادة دولة الجنوب هو امر طبيعي لعدم وجود دولة . كما ان الاخوة في الشمال و ان أعترف البعض بالقضية الجنوبية إلا أنهم لا يجرؤون على القول "اننا على استعداد لاعادة جميع المنهوبات والمسروقات الجنوبية من اراض , وممتلكات , وثروات, وجميع موسسات و منشأت دولة الجنوب التي تم نهبها . ناهيك عما صرح به موأخرا الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الشيخ البركاني أنه لا يعترف بالقضية الجنوبية ولن يعتذر لهم بل سيقاتل من اجل الوحدة على حد قوله !!! (صحيفة اليقين العدد 79 في 21 يوليو 2012)
وحتى المعترفين بقضية شعب الجنوب, نجد صعوبة في معرفة مفهومهم للقضية الجنوبية لأن مايعتقدونه يخالف تماما ما يؤمن به الجنوبيون وبالتالي فان تحديد مواقفهم من قضية شعب الجنوب يتتطلب بالضرورة الاجابة على الاسئلة التالية :
1- هل القضية الجنوبية بالنسبة لهم قضية داخلية شأنها في ذلك شأن اي قضية في مديرية وبالتالي لا تعدو ان تكون مجرد بند من بنود مؤتمر الحوار الوطني كما اشار إلى ذلك دولة رئيس الوزراء الاستاذ حيدر ابوبكر العطاس أو انها قضية ,وحدة سياسية بين دولتين اسقطتها الحرب .
2- ماهية الية هذا الحوار ان تم, هل هي سلطة ومعارضة أم الشمال والجنوب ?
3- ماهي مرجعية الحوار هل هي المبادرة الخليجية أو قرار ي مجلس الأمن رقمي 2014 و 2051 اللذين لم يشيرا في اي من بنودهيما إلى القضية الجنوبية أم قرارات الشرعية الدولية الصادرة في عام 94 والمتمثلة في قراري مجلس الأمن 924 و931 وكذا قرار دول مجلس التعاون الخليجي 51 الصادر عن مؤتمر ابها عام 94الذي نص صراحة على أن الوحدة تمت بالتراضي وان استمرارها يجب أن يكون بالتراضي ؟.
4- مكان مؤتمرالحوار هل سيكون في الداخل أم خارج اليمن .
5- ماهي الضمانات التي ستعطى لتنفيذ مخرجات هذا الحوار ؟ والجميع يدرك أن اتفاقيات الوحدة قد تم وأدها ووثيقة العهد والاتفاق تم التنكر لها وقرارات الشرعية الدولية الصادرة في عام 94 لم تطبق وتعهد الحكومة اليمنية الذي سلمه المرحوم الدكتور العطار للأمين العام للأمم المتحدة أبان حرب عام 94 والذي تعهد فيه بمواصلة الحوار بين طرفي القضية لم ينفذ هو الأخر.
ان الاجابة على التسأولات أنفة الذكر هي التي ستحدد موقف كل الاطراف الجنوبية من الحوار , و بدون الاجابات المقنعة عليها يستحيل على أي طرف جنوبي ان يشارك في الحوار باسم الجنوب .