أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن المسيرات والتظاهرات السلمية التي تخرج يومياً في عدد من المحافظات في البلاد رفضاً للانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية، كانت ومازالت محفزاً له للاستمرار في أداء مهامه رئيساً شرعياً للبلاد.
وأكد الرئيس هادي رفضه للحرب أو أن يكون من دعاتها، مشيراً إلى تحمله الكثير من المصاعب في سبيل إخراج الوطن إلى بر الأمان، لافتاً الانتباه إلى أن اليمنيين على مختلف مشاربهم ومذاهبهم لن يقبلوا المذهب الإثني عشري، ولن يرضوا بأن تحكمهم مديرية من مديريات محافظة صعدة، وتفرض ما تريده بقوة السلاح على اليمنيين جميعاً.
واستعرض الرئيس اليمني واقع الأزمة الحالية منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية، وحتى وصوله إلى عدن، وما تلى ذلك من تصعيد خطير من جانب الحوثيين.
وجدد هادي دعوته قوات الجيش والأمن للتمسك بالشرعية الدستورية، وبالواجب العسكري في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية مؤسسات الدولة في كل مناطق البلاد، بعيداً عن الصراعات والولاءات الشخصية.
إلى ذلك، أطلق جنود معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً)، أمس، الرصاص الحي، في محاولة لتفريق تظاهرة يمنية كبيرة أمام بوابة المعسكر بمحافظة تعز جنوب العاصمة صنعاء. وقال مصدر محلي: إن هناك عدداً من المتظاهرين أصيبوا بالاختناق نتيجة الغازات السامة التي أطلقت عليهم، مشيراً إلى أن ذلك يأتي في ظل توتر كبير بمحيط مقر القوات الخاصة وانتشار الجنود حولها.
جاء تفريق التظاهرة بعد أن أمهل محافظ تعز شوقي هائل، قائد القوات الخاصة العميد حمود الحارثي، 24 ساعة لخروج الجنود القادمين من صنعاء، وإزالة جميع النقاط المستحدثة في المحافظة.
وقال مصدر مسؤول في المحافظة، إن هذا القرار أُعلن خلال الاجتماع الذي عقده المحافظ مع اللجنة الأمنية لمناقشة الأوضاع والمستجدات التي شهدتها المحافظة. وحسب المصدر، فإنه لم يُعلن عن الخطوات التي ستتخذ في حال لم تلتزم تلك الأطراف بتوجيهات المحافظ.
وكانت تعزيزات لمئات المسلّحين التابعين لجماعة أنصار الله الحوثية والمدعومين بجنود قوات الأمن الخاصة، وصلت إلى تعز، واستحدثت فيها نقاطاً أمنية، كما سيطرت على مواقع عسكرية وحكومية.
لليوم الثالث
وانطلقت التظاهرات لليوم الثالث على التوالي في محافظة تعز، وتوجهت نحو معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً). وقال مشارك في التظاهرة إنهم سيستمرون في التظاهرات لرفض تعزيزات الحوثيين التي استُقدمت إلى المدنية، والمطالبة بخروجها.
وأكد المصدر أن استخدام العنف من قبل مسلّحي الحوثي ضد المتظاهرين، لن يثنيهم عن الاستمرار بالمطالبة بخروجهم، مشيراً إلى أن الشباب في تعز سيعلنون عن خطوات تصعيدية جديدة في حال لم تستجب الجماعة لمطالبهم.
وكان زعيم جماعة أنصار الله الحوثية عبدالملك الحوثي، أعلن في خطاب على قناة «المسيرة» التابعة لهم، أول من أمس، «وجود عناصر داعشية وتابعة لتنظيم القاعدة في تعز»، ودعا اليمنيين للانضمام للمعسكرات واللجان الشعبية لمواجهة هذه القوى والدفاع عن الجنوب.
وتعد تعز بوابة للمحافظات الجنوبية من ضمنها محافظة عدن.
وتدفق إلى مدينة الحديدة الآلاف من أبناء المديريات التابعة للمحافظة للمشاركة في مسيرة مليونية، أمس، تنديداً بالعمليات الإرهابية، وتضامناً مع تعز ومحافظات الجنوب المهددة باجتياح مليشيات الحوثي لها.
* وكالات