الجنوب هو الحل

2025-08-02 08:31

 

حفّزني السفر من طور الباحة إلى عدن للتأكيد على أن الجنوب هو الحل، كانت الرمال الناعمة على طول الخط تشير إلى زمن حضور الدولة، حتى نقطة الرجاع تشي بذلك.

 

كانت الصندقة الوحيدة القريبة من النقطة ملتقى ركاب اللاند روفر، يحتسون الشاي ويتناولون البسكويت، ويشربون الماء البارد، كانت الدولة تتجسد في طربوش عسكري النقطة..

 

الطائر الذي يلملم جناحيه، كان يظمنا في ضلوعه، كان حضن الدولة دافئاً مثل قلبها الحنون،

 

وأول ما تصل مشارف مدينة عدن يلوح أمامك عمود الكهرباء الذي لا ينطفئ، وعند المساء يأسرك ضؤه الذي يُبهج الروح،

 

ترى عدن هادئة وادعة ساكنة،

الاثنان يسريان في أحياء المدينة بلا ضجيج، تيار الماء وتيار الكهرباء، شبكة دقيقة من الخدمات تُغدق على المواطن الجنوبي.. قلتُ في نفسي الجنوب هو الحل.

 

في هذه اللحظة الفارقة حري بالانتقالي أن يضع يده على الملف الاقتصادي، ولا شيء قبله ولا شيء بعده، تلك الرمال والصخور التي نمرُّ عليها أثناء السفر من الريف إلى مدينة عدن، نرى مرسوماً عليها طائر الجنوب الذي يلملمنا من الشتات، طائر الاقتصاد المكثّف، وإشارة المرور الخلّاقة، ومحلج القطن، وأكوام الملح البيضاء.

 

كان 22 مايو وإبريل 94 وكان 7 يوليو و11 فبراير وسبتمبر 2014 ومارس 2015 وتاريخ 2 ديسمبر، وتلاشت الدولة بالضم والإلحاق، كنا وحدويين نريد المزج بين التجربتين، وأرادوها "الجمهورية العربية اليمنية"، فقلتُ الجنوب هو الحل..

 

في الجنوب رسوم وجسوم الدولة الفتية في الرمل والصخر، في البحر والجبل في السفح والوادي، في رصيف المعلا وسفينة حقّات، في جولة كالتكس، وتراب جعولة وأرض الفيوش.

 

لابد أن ينتصر الانتقالي في المعركة الاقتصادية، وأن يحاسب المقصرين ولو كانوا من أعضاءه، ويضرب بيد من حديد كل مَن يعبث بمقدرات البلد، لابد من الجنوب ولو بقيت الشراكة مع الشرعية قائمة، ليؤسس هذا الحِراك لغدٍ أفضل،

 

المؤسسة التي لا تورِّد إلى البنك يُشار لرئيسها بعصا حتى تورِّد، هذا الرئاسي إما أنْ يعمل أو يحسب نفسه عمالة فائضة، فإنّ أشدّ أنواع الصبر، الصبر على الجوع..

 

مذهل أن يكون مع الشرعية العالم والإقليم، ولديها تحالف يسندها والدولار 2800، والغلاء فاحش، والفقر مدقع والخدمات معدومة، فكيف لو كانت بلا عالَم ولا إقليم ولا تحالف، أين سترمي بالشعب.. فقلتُ في نفسي الجنوب هو الحل، حتى مع الشراكة، لا يهم، اشحذوا الهِمم فإنّهُ "على قدر أهل العزم"..

 

اختبار "الملف الاقتصادي" سؤال الشعب الصعب، يحتاج إمعان الفِكر، وإعمال العقل، لكن يبقى أن تشرح لنا هيئة الأُمم، لِما نحنُ بؤساء، بينما هم معنا، ولِما نحن بلا موارد وهم يحدبون علينا، ولِما الكهرباء مقطوعة وسفراء أوروبا يجوبون زِقاق المدينة؟

 

أفيقوا يا قومنا، من يُنقذ الريال المفصوع، في حضرة الشرعية "المفصِّعة"..يا رئاسي حتى متى "الرقدة"؟!

 

حتى متى لا ترعوي يا صاحبي

حتى متى حتى متى وإلى متى..

 

*- عبود الشعبي