أطلعت عبر الصحيفة الالكترونية (شبوة برس) الى مقال كتبه الناشط والإعلامي المعروف الأستاذ - لطفي شطارة- حيّاه الله ،وفحواه، لماذا لا تلتئم كل القيادات الوطنية في عدن ؟. وهي فكرة شديدة المصداقية رشيدة في الطرح بل وإستقراء ذكي لمستجدات الأحداث
أليوم منزل الرئيس علي سالم البيض في عدن أعيد اليه وهناك من ناشده بالعودة لإستلامه . وكثيرون يتأهبون للعودة بينما أمتدت غيبات الرئيس على سالم البيض والرئيس على ناصر محمد وحيدر العطاس أمتدت لفترات طالت واستطالت وكانت لهم اسبابهم في ذلك الغياب
أليوم مدينة عدن تحتضن الرئيس هادي، وهي تتشكل وتتأهب وتفتح ذراعيها لسفراء الدول الكبرى، فقد زار عدن ،ولمرتين السفير الامريكي وزارها السفير البريطاني فضلاً عن أمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني، وكذلك وهذا هو الأهم زار عدن سفراء دول مجلس التعاون مجتمعين وعلى رأسهم السفير السعودي
وهناك مقرات لهذه السفارات ستفتح قريباً - ان لم تكن قد دُشنت -في عدن ،وهناك ايضا توجه دولي واضح ومأمول لفتح سفارات ومقرات في عدن، وكما اردد اليوم عدن هي الحاضن وصنعاء اليوم هي الطارد
ومهما حاولت صنعاء ان تستجمع قواها ورشدها وتعيد رسم موثوقيتها وتحضرها وتمديُنها ،إلا أنني أشك في أن المجتمع الدولي سيثق بصنعاء فهي مدينة مشاكسة مخاصمة قبلية الهوى ونزقة مخاتلة عدوانية
ليس هناك من عذر لقياداتنا في ترتيب عودتهم الى عدن . وأسالكم لولى ان الحضور والاجتمعات والمقابلات الشخصية مهمة جدا لما مهدوا لمؤتمرات دولية لرؤساء الدول للقاءآت تشاورية وجها لوجه
إن الملتقيات الشخصية تبدد الكثير من اللغط والغبن وتراكمات التّوجس ، وتكشف وتمهد بشكل سحري لتقاربات مُذهلة وتصنع حالة من التنازلات والتراضيات والترضيات يوفرها الجو والمكان والحدث والذكريات والموقع بل والعيش والملح
تذكروا ان الشهيد -سالم ربيع علي- والشهيد -الحمدي- طيب الله ثراهم تذكروا وهم في مؤتمر القمة في طرابلس ليبيا -راوا انفسم يتجاورون في المقاعد فكان ان اخذتهم قرابتهم وأنسهم وضحكاتهم وشجونهم وعنائهم وعوزهم وشظف حياتهم وهوانهم على الناس! حينها أنساق الحديث على سجاياه وتلطفاته بينهم ، فكانت تلك أقوى من الف رسالة تقارب والف وفد ومندوب ،يسافر في رحلات مكوكية لرأب الصدوع الغائرة في جسد الوطن المثخن بكل الجراحات.
أن تواجد قادة الوطن جميعا تحت سقفٍ واحدٍ يخلق ويُوفِّر فرصة نادرة لتفاهمهم وتداركهم وان خلافاتهم ليست الا تراكمات من سلبيات -التباعد- وما يصنعه الاعلام المخاصم من توترات وضغائن
اليوم - عدن - الحلم - هي الحضن الدافىء والصدر الحنون والأُم الرأووم . تعالوا جميعا الى عدن، لتتخلصوا من شكوككم وهواجسكم وظنونكم وتمترساتكم وتراكمات مرهقاتكم، وتذكروا أن عدن اليوم، ليست عدن الأمس، وان الرئيس -هادي- ليس الرئيس الأمس، والمتمترس والمتوجس في القصر الجمهوري في صنعاء. أنه ليوم ولحسن الطالع في -معاشيق- في بيته وبين أهله وذويه . هو اليوم بينكم أقتربوا منه وسينصت لكم بقلبه وبحبه ومشاعره ووجدانه قبل أسماعة