محّد يجيب الخبر .....

2015-03-15 21:52

 

لا تسمع خبراً أو تقرأ إلا وتجد له في قاموس الأضداد خبرا آخر يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه .. لا تختص بذلك مواقع التواصل الاجتماعي وحدها, ولكن تشاركها في ذلك مواقع إخبارية كثيرة وقنوات فضائية شهيرة.. أخبار مفبركة وصور مدبلجة وبرامج مليئة بالمغالطات والسفسطة تجعل الإنسان العادي في حيرة من أمره..

 

إعلام يشوبه الفوضى والتخبط والانحياز لقضايا سياسية معينة أو حزبية أو غير ذلك .. لهذا افتقد الإعلام السمعي والبصري والمشترك بينهما كثيراً من الأمانة والمصداقية والمهنية والموضوعية والحيادية و..... ولو في نسبها الدنيا .

 

و نشر الخبر من أهم الأدوار التي يضطلع بها الإعلام عموما, فهو المادة الأساسية التي تقوم عليها وسائله, أكان مقروءاً أم مسموعاً أم مصوراً, و تتنافس فيما بينها لتغطيته وتقديمه بشيء من الحيادية والموضوعية اللتين تعتبران سمتين هامتين في صناعة المادة الإعلامية ..

 

ولكن حين نعرف أن بلدا دمِّر وشعباً هجِّر بسبب كذبة غربية روَّج لها الإعلام العربي كثيرا, ذلك حين غزا العالم كله العراق الشقيق.. نستيقن أن الإعلام ابتعد عن الدور المنوط به في حياة الناس والمجتمعات وأصبح مصدرا للتضليل والتجهيل وبث الفرقة والتناحر وإذكاء نار الحروب والفتنة و العداء بين الشعوب أو الشعب الواحد ..

 

الإعلام اليوم إذا أحبك رفعك إلى السماء ولو كنت شيطانا مريدا.. وإذا

كرهك وضعك في الحضيض ولو كنت مثالا للطهر والعدل والنزاهة .. إعلام يغض الطرف عن قضايا مهمة ومصيرية, و يتبنى أخرى ثانوية , يشبعها تغطية وتحليلا .. المهم أن تتوافق مع أجندته وأجندة القائمين عليه..

وهنا في اليمن صارت الكثير من الصحف والقنوات والمواقع الإخبارية أسوأ بكثير من أخبار المقاهي والدكك ( كلام رقة بلا حيابير ) مصدرها أحيانا منشورات وتغريدات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة أو ما شابه ذلك.. مما حدا بالمواطن إلى العزوف عنها والتعليق عليها ساخرا : أن لا مصداقية فيها إلا في أخبار الوفيات: انتقل إلى رحمة الله تعالى ...

 

إعلام نأى عن دوره الحقيقي في التوعية وفي البناء والتنشئة العامة؛ ليخلق جيلا ورأياً عاماً مشوها يشك في كل شيء و لا يثق بأي شيء ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

 

فهل سنردد دائما : محّد يجيب الخبر نفس الخبر/ لازم يحطون للصافي غشر.... وسنترنم مع أبي أصيل:

 

( ذلّا تهاويل تخجل من عبر / لا نفع فيها ولا منظر جميل ,/ الصدق والكذب من صنع البشر / لكن لي يصنعون الصدق منهم قليل )