الكشف عن جوانب من حياته ..الربان سعيد بن سالم باطايع

2015-03-12 20:41
الكشف عن جوانب من حياته ..الربان سعيد بن سالم باطايع
شبوة برس - متابعات - الكويت

 

صدر حديثاً عن مركز البحوث والدراسات الكويتية، كتاب بعنوان: الكشف عن جوانب من حياة الملاح سعيد بن سالم باطايع، إعداد/ محمد علوي عبد الرحمن باهارون، في حوالي 140 صفحة ويتضمن: الفصل الأول، من الكتاب عرضا لحياته العلمية والاجتماعية والفصل الثاني: يعرض الجوانب العلمية التي نبغ فيها، وهي: الملاحة، الشعر، اللغة، الفقه، الخط، الفلك، والمتصوف، والفصل الثالث يتناول وصاياه، ثم وفاته، واهتمام الغربيين بالملاح باطايع، والفصل الرابع: يتحدث عن الأهمية العلمية والثقافية لمنظومتي الملاح باطايع، ثم خاتمة الكتاب، والملاحق والمراجع.

عبقرية الربان:

 

في مقدمة الكتاب يوضح المؤلف أن الربان الشيخ سعيد بن سالم باطايع لمع اسمه في ميدان الملاحة البحرية بحضرموت باليمن في القرن الثالث عشر الهجري، التاسع عشر الميلادي، وقد حوت شخصيته العديد من جوانب المعرفة، ولم يعرف منها إلا ناحيتان: براعته في الملاحة البحرية، وشعره الذي يكمن في منظومتيه الإرشاديتين في الملاحة البحرية.

 

وقد تناول المؤلف بعضاً من جوانب تلك الشخصية حيث وقف على بعض المخطوطات الفقهية والفلكية بخط الملاح باطايع والتي تعد من بقايا مكتبة جده الرابع السيد محمد بن عبد الله باهارون، واستخلص الكاتب منها مقالاً عن حياة باطايع يحمل عنوان هذا الكتاب.

 

ويذكر المؤلف أيضا أنه في منطقة ميناء الحامي على الشريط الساحلي الحضرمي بالجمهورية اليمنية الممتد من عدن إلى عمان ... ذلك الوسط الملاحي الغني بالربابنة الأفذاذ تفتقت عبقرية الربان المعلم الشيخ سعيد بن سالم باطايع، فقد عشق البحر منذ صباه.

 

نبوغ النوخذه

 

في الفصل الأول يشير المؤلف إلى أن الشيخ باطايع تلقى تعليمة على يد مشايخ أجلاء كانت تزخر بهم الحامي آنذاك، فقد قرأ عليهم القرآن الكريم نظراً وتجويداً وأتقن قراءته، وتعلم القراءة والكتابة، وإن أسرة باطايع من أعرق الأسر الحضرمية القاطنه بمدينة الحامي، ولعلها تنتمي بنسبها إلى قبيلة كندة الكهلانية التي تنتسب إليها معظم القبائل القاطنه حضرموت.

لقد نبغ الشيخ سعيد بن سالم باطايع في العديد من الفنون العلمية، مثل علم الملاحة البحرية وعلم الفقه، وقرض الشعر، واللغة العربية، والفلك والخط والتصوف، وغيرها من العلوم فقد لازم والده الشيخ سالم بن عبد الله الشيخ في رحلاته الملاحية منذ نعومة أظفاره حيث كان والده ملاحاً وتاجراً يمتلك سفينة شراعية يقودها ثم تولى قيادتها بعده ابنه سعيد بن سالم، وكان قد تدرج في الرتب البحرية المعروفة من صغير قرص حتى وصل إلى رتبة النوخذة والربان المعلم.

 

قرضه الشعر

 

عرف عن باطايع قرضه لأبيات الشعر وإبداعه فيه وصياغته وحبكه للقوافي ذات الأربعة أشطار منذ سن مبكرة.. ويبدو أن شعره كان منوعاً يحمل في طياته الشعر الشعبي الموروث في الألعاب الشعبية في حضرموت كالعدة والشواني «وهما نوعان من أنواع الفنون الشعبيه التي تمارس في حضرموت» وكذلك قرض الشعر الصوفي المتضمن الوعظ والتذكير والزهد والمدح للنبي صلى الله عليه وسلم.

 

وقد نظم باطايع الشعر وعمره 37 عاماً آنذاك، حيث كانت منظومته في وصف الطريق الملاحي المشهور من ميناء سيموت إلى جزيرة زنجبار بشرق أفريقيا، وهي منظومة تتكون من تسع وعشرين رباعية وجدها مؤلف الكتاب في ثلاث مخطوطات نادرة.

 

أما المنظومة الملاحية الثانية فهي في وصف الطريق الملاحي من ميناء مسقط بعمان الشهير عند الملاحين بـ«مسكت» إلى ميناء المخاء باليمن فقد نظمها سنة 1220هـ الموافق 1805م وعمره حينئذ 40 عاماً.

 

وهكذا استطاع المؤلف أن يلم بشذرات من حياة الربان سعيد بن سالم باطايع، أحد الربابنة البارزين الذي كان يعده البعض بالرجل الأسطورة الذي كان يتردد ذكره على لسان كل ملاح في «الديرة».

 

اسم الكتاب: الكشف عن جوانب من حياة الملاح باطايع.

المؤلف: محمد علوي عبد الرحمن باهارون.

دار النشر: مركز البحوث والدراسات الكويتية - الكويت 2012

عدد الصفحات : 136 صفحة.

 

نقلا عن مجلة الكويت العدد 348 / 2012