(100) مليون ريال يحصل عليها محافظ أبين يوميا من الجبايات

2025-08-17 11:49
(100) مليون ريال يحصل عليها محافظ أبين يوميا من الجبايات
شبوه برس - متابعات - اخبارية

 

أبين تحت رحمة الجبايات.. فساد مالي وصراع ينذر بمواجهات عسكرية

 

*- شبوة برس  زنجبار "الأيام" خاص:

100 مليون ريال نصيب المحافظ و50 لمدير الأمن ومئات الملايين إلى جيوب نافذين

> ترزح محافظة أبين تحت وطأة الجبايات غير القانونية التي تحولت إلى بؤرة فساد وصراع بين السلطات المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية، وسط اتهامات متبادلة بالاستحواذ على مليارات الريالات شهريًا، بعيدًا عن مؤسسات الدولة وخارج أي إطار قانوني.

 

هذا الواقع وفق مسؤولين وسكان في أبين بات يشكل أحد أبرز أسباب الانفلات الأمني والاشتباكات المتكررة بين الأطراف النافذة، حيث غدت الجبايات موردًا رئيسيًا للتمويل غير المشروع ومثار تنافس بين المحافظ، ومدير الأمن، وقوات الحزام الأمني.

المحافظ أكل الأخضر واليابس

رئيس لجنة الخدمات في المجلس المحلي بأبين، أحمد السيد عيدروس، وجه اتهامات مباشرة إلى المحافظ أبوبكر حسين سالم بالاستحواذ على مخصصات مالية ضخمة من بند الطوارئ ونقاط الجبايات. وأوضح أن المحافظ يحصل شهريًا على مئات الملايين من النقاط المنتشرة في مداخل المدن، إضافة إلى 150 مليون ريال من بند الطوارئ المعتمد من مجلس الوزراء.

 

وكشف عيدروس، في تصريحات صحفية أكدها لمراسل "الأيام" أن المحافظ تسلم مؤخرًا 100 مليون ريال مخصصة لشهر يوليو 2025، لكنها لم تُصرف على أي من القطاعات الخدمية العاجلة.

 

وأضاف أن ما يقدمه المحافظ من مساعدات للمرضى أو تذاكر السفر "لا يتجاوز كونه غطاءً شكليًا لا يُنفذ على أرض الواقع".

 

وطالب عيدروس المجلس الرئاسي والحكومة بالتدخل العاجل لإقالة المحافظ ووقف ما وصفه بـ "عبثًا صارخًا" بموارد المحافظة، محذرًا من استمرار الصمت تجاه هذه الممارسات.

مدير الأمن تحت المجهر

من جانبه شن رئيس ملتقى أبين الجامع، أحمد علي القفيش، هجومًا لاذعًا على مدير أمن المحافظة، العميد أبو مشعل الكازمي، متهمًا إياه بالحصول على نحو 260 مليون ريال شهريًا من عائدات الجبايات.

 

وأشار القفيش إلى أن الكازمي يستلم أيضًا 50 مليون ريال إضافية من جهات أخرى، فضلًا عن مخصصات تُقدر بخمسمائة فرد يتلقون مرتبات بالعملة السعودية من المجلس الانتقالي الجنوبي، بجانب ما يحصل عليه من وزارة الداخلية.

 

وأضاف القفيش أن "المعضلة تكمن في أن مدير الأمن يتذرع بعدم وجود مخصصات مالية، بينما تتدفق إليه موارد هائلة من الجبايات"، مؤكدًا أن بقاءه في منصبه ليس مشكلة بحد ذاته، لكن عليه أن يوقف الجبايات وألا يجعلها شرطًا لبقائه.

الحزام الأمني على خط الصراع

الصراع على الجبايات لم يقف عند حدود المحافظ ومدير الأمن، بل امتد ليشمل قوات الحزام الأمني. ففي مديرية زنجبار، أوقف قائد الحزام الأمني، الرائد نجيب وارد، نقاط الجبايات التابعة للمحافظ في منطقتي دوفس وحسان، بعد رفض صرف مستحقات قواته.

 

وأكدت مصادر محلية أن جنود الحزام الأمني طردوا محصلي الجبايات بالقوة، في خطوة كشفت عمق الخلافات بين الأطراف المتصارعة على الأموال، حيث تُقدّر الجبايات التي تُجمع من تلك النقاط بملايين الريالات يوميًا.

 

وأضافت المصادر أن عائدات الجبايات في أبين تصل إلى أكثر من مليار ريال يمني شهريًا، لكنها لا تدخل البنك المركزي بل تُقسم بين القوى النافذة، وهو ما أدى إلى سلسلة تسويات سابقة سرعان ما انهارت لتتجدد المواجهات بين الأطراف.

الجبايات.. مصدر الفوضى

الوضع المنفلت في أبين يكشف حالة من الانقسام العميق داخل مؤسسات الدولة، إذ تحولت الجبايات إلى مورد رئيسي يُغذي الصراعات بين المحافظ والسلطات الأمنية، بدلًا من أن تكون مصدرًا لتنمية المحافظة وتمويل مشاريعها الخدمية.

 

ويؤكد سكان ومسؤولون محليون أن استمرار هذا الوضع ينذر بمزيد من الفوضى، لا سيما مع غياب آلية رقابية حكومية فاعلة، واستمرار الأطراف المتنفذة في تقاسم الموارد على حساب معاناة المواطنين الذين يفتقدون أبسط الخدمات الأساسية.