عفاش من أمامكم والبحر من ورائكم

2015-03-12 10:15

 

الرئيس المخلوع خلع  (يظنه غير باين ) ويحلم بالرجوع , يظهر من نافذة صندقته يخاطب شله  من الممحونين بعطاياه ليمتطيهم على الهواء , ويظهر حرصه على الوحدة, ويستدعي قداسة الوحدة أو الموت , ويعلن بصريح العبارة الحرب على من يسميهم بالمهرولين إلى عدن لفصل الجنوب كما قال .

 

 

الوحدة التي وأدها بغروره , اليوم يعزر بها المذهب ويعريها ويفقدها كل معاني الوحدة ليس في الجمهورية اليمنية المفككة اليوم , بل في حدود المملكة المتوكلية اليمنية وحسب , فهل يا ترى لا زال كل اليمنيين مغفلين , ومتشوقين لعهد الإمامة , وهل ما زال يرن بإذن المخلوع  صدى بالروح والدم نفديك يا علي وهو الذي أستأثر بخيرات اليمن ودماء أبنائها.

 

 

 تبا للمخلوع ولمن يصدقه  يستدعي العاطفة ويظهر الوطنية ,ويحرض ويحن إلى مفاتيح ( عدن )  وهو مشبع بروح المد المذهبي السافر بوجهه الذي يمقته  الغالبية العظمى من أبناء اليمن , وهو الذي سلم كل قدرات اليمن لمن يبحر باليمن إلى خارج المحيط الإقليمي ويستدعي الغريب ليسلمه مفاتيح  (صنعاء اليمن ) الذي أعلن أنها العاصمة الرابعة التي يحكمها لعلها ,((الجينات حية )).  

 

عار على من سمع ذلك الخطاب اليائس ولم يرد عليه يا أهل اليمن .

 

وعلى محمل الجد :

 

فخطاب المخلوع  , رسالة واضحة للرئيس عبد ربه منصور وهو في مقر إقامته في جبل معاشق عدن يطل على بحر العرب وعلى مرمى حجر منه صلف قائد الأمن المركزي وجند السيد الموالين وكذلك الألوية التي تطوق عدن وتأتمر من صنعاء اليمن .

 

وهي كذلك موجهة لسيادة اللواء محمود الصبيحي الذي يحاذي منزله المتواضع في رأس العارة خليج عدن .

 

والرئيس المخلوع يؤكد انه أمن لهم المنفذ البحري للهروب حسب تعبيره (بما نهبوا من خيرات وطنه ), ولم يشر المخلوع إلى بقية شعب الجنوب إلى أين وكيف يتم ترحيلة .

 

وشبه حال الجنوب اليوم والرئيس عبد ربه منصور بحال الجنوب والبيض عام 1994م .لكنه حدد البحر منفذ وحيد للهروب . ونسي من كان مفتاح نصره في تلك الحرب ومن كانوا أبرز رجالها وقادتها , فنصر تلك الحرب كان تداعي واستدعاء للانقسام الجنوبي المؤلم إلى اليوم إذا لم يدرك كل الجنوبيون الخطر الداهم .

 

وكان رد الرئيس عبد ربه منصور رد سياسي متوازن وقال البحر سوف يثور من البحر الأحمر إلى الجبل الأخضر , وأكد بأن ظروف 1994 م ليست ظروف 2015 م .

 

وهنا نقول للرئيس المخلوع وأنت تتنكر لمن سلمك مفاتيح الجنوب , نقول فعلا ظروف اليوم غير .

 

وعليه نقول لسيادة الرئيس عبد ربه منصور صدقت ظروف اليوم 2015 م فعلا غير عام 1994 م  , وأول عناوينها أنت يا سيادة الرئيس عبد ربه , فوضعك الراهن كما هو اسمك يتصدر واجهات الإعلام والحدث العربي والعالمي بعد عودتك إلى عدن .

 

واليوم مفاتيح عدن وأقفالها بين يديك وعدن هي بوابة الجنوب ورمز عزته وعنوان تاريخ شعب الجنوب التي عليها بعد الله نحيا وعليها نموت .

 

مفاتيح عدن بأيدك الجنوبية التي تحملها نفس جنوبية وعهد جنوبي فتسليمها أو التواني في الاستماتة دونها معروفة عواقبه عليك وعلى كل الجنوب .

 

 ونقول رغم رواسب سنين التعايش التي قضيتها في غابة المفترسات الضارية والمروق الذي خرجتم به أنت واللواء محمود الصبيحي , من بين الأفاعي السامة بعد أن ساموك سوء العذاب رغم ما قدمته لهم أو للوحدة هو خروج مشرف لكل جنوبي . ونقول ملتمسين لكم ودافعين عنكم الظنون نحن موقنين بأنها ظروف فرضتها الوقائع والأقدار .

 

وتبقى بعض الرواسب المتمثلة في إدارة الأزمات التي عايشتها بين من نكثوا بكل عهد وعهود وبكل صديق موعود ؟

 

 ومثل الحميد ابن منصور يقول يا سيادة الرئيس عبد ربه منصور (( من قارب الكير يحرق ولا أمتلئ من غباره )) .

 

فغبار كير محداد جنابي باب اليمن رمز الجهالة والقبيلة المتخلفة , وأنت الناجي اليوم من حريقه الذي أحرق وسود وجه المخلوع الذي يهددك ويهددنا اليوم , ربما لا زال غباره عالق حولك وحواليك .

 

 وعليه نقول الحمد لله على السلامة من حريقه , ويبقى الغبار الذي عليك أن تمسحه من عيون الذين ينظرون إليك اليوم بنظارات يغمرها ذلك الغبار , محاولين تشويش الصورة التي نتمناها لك .

 

وأعتقد جازما أن غالبية أبناء الجنوب اليوم تقول بصريح العبارة نمد صدقنا ونطمئنك بعهد التصالح والتسامح الجنوبي , وعليك وأنت تطل من قمة جبل شمسان على خارطة الجنوب , أن تنظر بزاوية منفرجة يمتد ضلعيها إلى المهرة شرقا وإلى ما وراء ميون شمالي غرباً

 

تستدعي وحدة الطيف الجنوبي بكل أبعاده وألوانه لما يخدم قضية شعب الجنوب ويحقق الهدف المطلوب والمنشود والمعمد بدماء الشهداء .

 

وختاما :

 

نحن اليوم مع رؤيتك السياسية لحال الوضع القائم وأنت الرئيس الشرعي الذي يؤازره العالم أجمع ومع الداعي الذي يستدعي كل الشرفاء في اليمن اليوم للخروج من المهلكة التي إذا تغافل المتغافلون عن حقنا التاريخ من جهة وعن حفظ ما تبقى من أواصر ووشائج قربى لن ينكرها أحد , فإنها لا تبقي ولا تذر .