السياسة دائماً قائمة على مصالح ومنافع متبادلة. رأيتم كيف صمت العالم الغربي والعربي أمام أحتلال الحوثيون حزب أنصار الله للعاصمة صنعاء بل ظل بعضهم يحافظ على علاقاته مع المحتلين ولو في حدودها الدنيا مكافحة الأرهاب. زاد صمتهم حين وضع رئيس النظام ورئيس حكومته وعدداً آخر من الوزراء تحت الأقامة الجبرية الحوثية.
هروب رئيس نظام صنعاء من قبضة الحوثيين قلب الأوضاع اليمنية رأساً على عقب.
حال وصوله إلى عدن العاصمة الشتوية للنظام أكد على شرعيته الدستورية وسحب الأستقالة وأعتبار صنعاء عاصمة محتلة. أتخذ عدة أجراءات تنفيذية وعسكرية وأمنية على طريق تسهيل نشاطه السياسي.
كل هذا أربك الحوثيون والأحزاب السياسية والتنظيمات المنضوية في الحوار من أجل سد الفراغ في السلطة. أختلف الموقف للدول الراعية للمبادرة الخليجية وتنفسوا الصعداء ورمت بكل ثقلها من أجل نصرة الرئيس الشرعي وعودة الحوثيون إلى أراضيهم.
أنقسم اليمن إلى سنه (( ساكنو الأقاليم الخمسة )) وشيعة (( ساكنو أقليم واحد آزال)).
هذه المعادلة الجديدة حاولت طمس القضية الجنوبية وتراجع نشاط الحركة التحررية السلمية الجنوبية .
أشتد الصراع اكثر بين القوى المتنفذه ونجحوا في تعميمه على كامل الأراضي بما فيها الجنوب. في صنعاء لجان ثورية مسلحة حوثية وفي الوسط تحالفت القبائل المدججة بالسلاح مع أنصار الشريعة وفي الجنوب نشطت اللجان الشعبية مع أعادة تسليحها. الوضع أصبح خطير ومعقد رغم تفاؤل اليمنيون بنتائج حوار فندق موفنبيك. اليمنيون مصممون على أبعاد شبح الحرب الأهلية أو الطائفية أنما ستظل أزمة سياسية وراء أخرى من أجل زيادة الأرتزاق لقوى النفوذ المتصارعة .
صنعاء دولة ذات رأسين وحكومة مفقوده وثلاث عواصم تتصارع فيها قوى رئيسية يتزعمها رئيس مخلوع تحالف مع قوى شابة ثورية أتت من صعده تواقه للحكم بعد ست هزائم متتالية وقوى ثالثة مهزومة فرت بجلدها من صنعاء وتركت رئيس حكومتها وبعض وزرائه في قبضة الحوثي متحالفه مع بعض قادة الأصلاح والقبائل المطروده أصلاً إلى الخارج تاركة قصورها وشركاتها وماجمعت للقادم من صعده.
أما القوه الرابعة لا يعنيها صراع قوى النفوذ هي الحركة الثورية التحررية السلمية الجنوبية. أنها قوى غير موحدة القيادة معتمده على جماهيريتها الملتفه حول هدف التحرير والأستقلال. ضاعت فرص ثمينة على قوى التحرير والأستقلال وتمكنت القوى المتصارعة في صنعاء من نقل صراعهم إلى عدن من أجل أسكات صوت الثوره السلمية الجنوبية .
ننتظر في الأيام القادمة مفآجآت عديده تغير ملامح الدولة اليمنية المركزية. وحان الوقت لأعادة بريق ساحة الأعتصام بخور مكسر عدن .