ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﻘﺮﻳﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻢ ﺧﻄﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎً ﺑﻴﻦ ﻣﺪﻳﻨﺘﻴﻦ ﺗﺒﻌﺪﺍﻥ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﻃﻮﻳﻠﻪ، ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﺍﻓﺮﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺼﻮﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻭﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﻭﺁﻻﺕ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ، ﻭﻋﻠﻢ ﺑﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﻟﻠﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻭﻋﺮﻑ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻋﻦ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﺤﺮ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﻱ ﺧﺮﺍﺋﻂ ﺗﻢ ﺗﺼﻮﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺃﻭ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺧﻄﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎً ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺠﺪ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﺟﺒﻞ ﺿﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺪﺩ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺑﺒﻨﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﺣﺪﺩ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪﻓﻤﺮ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﺑﺄﺫﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺃﺻﻞ ﻏﻤﺪﺍﻥ) ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻮﺑﺮ ﻳﺤﻨﺲ ﺑﺄﻥ (ﻳﺒﻨﻲ ﺣﺎﺋﻂ ﺑﺄﺫﺍﻥ ﻣﺴﺠﺪﺍً ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ ﺟﺪﺭﻩ). ﻭﻗﺎﻡ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻣﻴﻞ ﻣﺴﺠﺪ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﺿﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (ﻓﺄﺟﻌﻠﻪ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ ﺟﺒﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﺿﻴﻦ) ﻭﺣﺪﺩ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻜﻌﺒﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﻌﻠﻢ ﻭﺍﺿﺢ ﻷﻫﻞ ﺻﻨﻌﺎﺀ (ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ) ﻫﻮ ﺟﺒﻞ ﺿﻴﻦ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺃﺧﺘﺮﻉ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻭﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻤﺪﻧﻬﺎ ﻭﺟﺒﺎﻟﻬﺎ ﻭﺑﺤﺎﺭﻫﺎ ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻸﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﺟﺒﻞ ﺿﻴﻦ، ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻓﻮﺟﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻛﺮﻭﻳﺔ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻢ ﻳﺰﺭ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﻻ ﺭﺃﻯ ﺟﺒﻞ ﺿﻴﻦ، ﻭﻻ ﺷﺎﻫﺪ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﺑﺎﺫﺍﻥ ﻭﻻ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻤﻠﻤﺔ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻪ ﻭﺻﻨﻌﺎﺀ. ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺃﻱ ﺑﺸﺮ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ﻭﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻋﺼﺮﻩ ﺑﺄﺯﻣﺎﻥ ﻭﻗﺮﻭﻥ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ (ﻭﻣﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻮﻯ * ﺇﻥ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻭﺣﻲ ﻳﻮﺣﻰ) ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ : ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ