الأمن .. الأمن

2015-01-13 11:48

 

من المخجل والمحزن والمعيب أن يحدث مثل ما يحدث في عقر دار حضرموت, من تقطع ونهب وسطو وسلب وتفجير وقتل وغير ذلك... و لا يحدث ذلك في صحرائها أو في مناطق نائية , ولكن في مدنها الرئيسية.. في سيئون والمكلا, و في الشحر والغيل والقطن وشبام... ولا يحدث ذلك ليلاً أو خفية, بل في وضح النهار, وعلى مرأى ومسمع من الناس.. و لا يحدث ذلك – أيضاً - مرة واحدة في الشهر أو مرة واحدة في اليوم, ولكن كل يوم, وفي اليوم الواحد مرات ومرات.. هنا أو هناك وفي أماكن أو مدن مختلفة ..

 

حتى في أشهر المدن ارتباطاً بالجريمة, لا تجد هذا التوالي المريع, و التتابع المريب في حدوث هذه الجرائم؛ لأنك تعلم أنه بعد حدوث الجريمة الأولى أكانت قتلاً أو سطواً أو.... ينتشر الأمن وتبث العيون, يعني يكون الأمر أكثر تشديداً ومراقبة وتحرياً, فيهجع المجرمون فترة من الزمن, ويفترقون طويلاً, حتى تهدأ الأمور.. لكن ما يحدث في مدننا يخالف هذه القاعدة تماماً, فأنت تندهش وتستغرب حين يمضي يوم كامل دون وقوع جريمة هنا أو هناك..

 

اختلالات أمنية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ قريبة أو بعيدة.. ولا يستطيع كائن من كان أن ينكر ذلك أو حتى يخفيه.. لكنني أرى أن المواطن الذي يعنيه الأمن بالدرجة الأولى يجب أن يعرف حقيقة ما يجري حوله, فهو لا يملك حراسة شخصية ولا سيارة مدرعة, وكل ما يحدث يشكل خطراً عليه وعلى أسرته في الشارع أو في المدرسة أو المواصلات العامة أو مقر العمل, بل في منزله لو استمر الوضع على ما هو عليه..

 

يسمع المواطن عن جرائم كثيرة, وعن إلقاء القبض – أحياناً – عن بعض الأسماء أو عن السيارة المسروقة أو الطفل المخطوف أو ما شابه ذلك... وتنتهي القضية كالمباراة بالتعادل, فتسمع فقط اصطلحوا أو تسامحوا .. ضاربين بأمن المجتمع و ما حدث من ترويع للآمنين عرض الحائط .. أين الحق العام ؟؟ لا يهم ذلك! المهم الجماعة اصطلحوا !! وفي تقديري أن من أسباب انتشار الجرائم و الفوضى غياب الحق العام, حق الدولة .. فالجاني يجب أن ينال جزاءه على فعلته, وإن تسامحوا.. أو كان الجاني من طراز شيخ المشايخ....

 

فلا تكون الحياة صالحة للعيش الآدمي إلا بالأمن.. فالتعليم والتجارة والصناعة وكل مناحي الحياة.. لا تصلح إلا بالأمن.. الأمن غلاف الحياة الإنسانية, وسياجها المنيع.. وبدونه تصبح الحياة غابة, لا يأمن فيها الإنسان على راتبه أو على دكانه أو على حياته.. لهذا نقول :

الأمن.. ثم الأمن.. ثم الأمن........!!!!!!