برغم ماتمر به البلاد من أوضاع مأساوية على كل الأصعدة وما نعيشه من نكسات متتالية حتى أصبحنا نبحث عن نقطة ضوء في بحور الظلام التي تحيط بنا فإنني وكغيري من الحالمين بغد أفضل سأحتفي بتعيين محافظ حضرموت كونه من أبنائها أولا وبالتالي فلا بد أنه يعلم ماتعانيه البلاد من فساد استشرى في كل مرافقها حتى تراب الأرض لم يسلم منه ولم يبق إلا الهواء يوزع بين النافذين وليبحث البسطاء لهم عن هواء يتنفسونه.
ثانيا لأنه شخص متعلم و مثقف و نحسب أنه سيتعامل مع القضايا بعقلية منفتحة متحررة من القيود الضيقة التي يضع البعض نفسه داخل أسوارها .
الأخ المحافظ نحسن الظن بك ونأمل بتوليك المسئولية خيرا فاحرص على أن تحسن العمل فالعبء كبير و تركة المشاكل التي تعانيها حضرموت بلاحساب .
انفلات أمني لم تعهده من قبل سطو على البنوك و مكاتب البريد وتكرار ذلك بفوارق زمنية قليلة وبنفس الأسلوب ظاهرة بدأت و يبدو أنها ستأخذ طابعا أشد ترهيبا مماهي عليه الآن فيجب الوقوف لها بحزم حتى لا تجلب مزيدا من المشاكل الإقتصادية والأمنية.
البسط على الأراضي وما يحدثه ذلك من استيلاء على حقوق الآخرين بقوة السلاح أو نفوذ القبيلة أو جاه الممول والمسؤل والذي غالبا ماينتهي بإزهاق أنفس بريئة وما يترتب عليها من عداء بين أفراد المجتمع يؤثر على السلم العام .
تعليم رديء وقد نبهنا اليه مرارا ولا اتحدث هنا عن انعدام المعلومة داخل الكتاب المدرسي بل عن الأيام التي تهدر في عطل واجازات لا داعي لها كيوم العصيان الذي يفوت على الطلاب اياما في الشهر سأتحدث عن المرافق التعليمية التي لا تليق بصناعة جيل قادم يعول عليه النهوض بالبلد ، سأتحدث عن المعايير التي يتم اختيار المعلم على أساسها ومدى تأهيلهم لتولي مهمة التربية والتعليم .
مشاريع متعثرة وانجازات وهمية ، فكيف لبلد بحجم حضرموت سواء من ناحية المساحة أو التاريخ أو الثروات و تخلو شوارعها من أعمدة الإنارة وعلى مساحات شاسعة من مناطقها وأن تختفي الأشجار التي تزين الطرقات ؟
تختفي في شوارع حضرموت وفي مدنها لمسات التقدم والفن لأهل الفن .
مساحة شاسعة من الشواطئ المطلة على البحر كان بالإمكان أن تكون متنفسا للناس وعائلاتهم ، مدن العاب ، كافيهات ، أماكن مظللة تقي الناس شدة حرارة الشمس وبرعاية الدولة لكن ماحدث أن ما وهبه الله للسكان من مناظر طبيعية وبفعل مافيا الفساد أعطيت لأشخاص ليبنوا عليها أسوار تمنع الناس حتى من مجرد المشاهدة من بعيد!!
أعطيت لهم ليبنوا عليها فللا أو قصورا للمترفين فأين حقوق غالبية السكان البسطاء .
الأخ المحافظ قلت في كلامي السابق التركة ثقيلة بمشكلات متراكمة من عقود وبعضها من سنوات تحتاج منك أن تخلص لحضرموت و تشعر بما يعانيه أبنائها خاصة أنك من الطبقة الوسطى التي عاينت يوميات المواطن المعدم المضيق عليه في عيشه وتعليمه و صحته فلم تأت من خارج البلد و لا تنحدر لعائلة برجوازية لم تعايش الوضع وهذا مايجعلنا نؤمل بك خيرا مالم يسع من لايروق له خير البلاد إلى تضييق صلاحياتك و إعطائك منصب من غير صلاحية تخولك من البر بوطنك.
فهذه نصيحة محب آمل أن يكون لها صدىً لديك . (صحيفة الأيام العدد 5913 الاثنين 5/1 /2015)