لـمـا وقفتُ تجـاه قبر مُحَمّــَدٍ نـاديـتُه يـا مـنـتهى الآمــــــــــالِ

2014-12-27 05:33
لـمـا وقفتُ تجـاه قبر مُحَمّــَدٍ   نـاديـتُه يـا مـنـتهى الآمــــــــــالِ
شبوة برس- خاص - القويرة دوعن

 

قصيدة : لـمـا وقفتُ تجـاه قبر مُحَمَّدٍ للسيد الحبيب أحمد بن محمد المحضار صاحب قويره بدوعن عام 1250 هجرية عند زيارته لقبر المصطفى صلى الله عليه وآله بطيبة الطيبة :

 

* للإستماع للقصيدة بصوت المنشد السيد أحمد محمد الجفري : اضغـــــط هنـــــــــا

 

لـمـا وقفتُ تجـاه قبر مُحَمّــَدٍ   نـاديـتُه يـا مـنـتهى الآمــــــــــالِ

أنـا قـاصــدٌ أنـا وافدٌ أنـا واردٌ  أنـا مـن ذنـوبـي حامـل الأثقـالي

 

أنـا خـاطئ ومخلّطٌ ووسـيلتي  أنّي وفــدت عـلى الجناب العالي

لـمـا رأيـتُ النّازلـيـن بقبره قـد أزمعـوا فـي السّير والـتـرحـالي 

 

زاد اشـتياقي نحوه وصبابتي وخرجــت فـيـهـم سـاحبَ الأذيـال

حتى نزلنـا منزلاً قـد أقبلـــتْ أفراحُه فـي غايـــــة الإقبــــــــالي

 

وبـدت لنا الأعـلام مـن وادي قُبا ومـن العقـيـق ونخلها والضال

والقبّةُ الخضرا زهت وتبـلجت وتبسّمت عـن ثغرهـــــا العَسّالي

 

فتـواجـدتْ أرواحنـا وتـمايلـت مـن شـوقهـا كـالشّـارب الـمــيّال

وجلت لنا عـين اليقـيـن وحقه فـي حضــرةٍ تزكـو بـهـا أعـمالي

 

عـند الـذي نزل الكتاب بمدحه وعـلـيـه صَلّى الـواحـدُ الـمتعالي

فـوقفتُ فـي ذاك الـمقــام مسلّمًــــا ومعـظّمًا فـي حالــة استقـبال

 

والقلب يرجف من مهابة أحمد  والعيــن تذرف دمعـــها السيال

قلت السلام عليك يامن قربه   غرضي وفيه تكـاثـــرت أقـوالي

 

منا السلام عليك عــــدة كلما    ذكــــر السـلام مكـررا متــوال

منا السلام عليك يـامن نوره   أجـلا الظـلام وزال كـل ضلالي

 

منا السلام عليك يا بدر الدجى  يا مرسلا قد عم بالإرســـــال

منا السلام عليك يا هادي هدى  ودعـا الى باب الكريم الوالي

 

منا السلام عليك عدة ما لرب العرب العرش ثم بعد كل كمال

أرجو السلامة بالسلام من الردى ومن العدا ومن العدو القالي

 

إن الـمهابة ألجمتني هاهـنـا وخرسـتُ عـن تعـداد ما في بالي

ولأنـتَ أدرى بالذي هـو طلـبتي وبغـيـتي من جملة الأحـوالي 

 

قـمْ يـا رسـولَ الله قـومةَ ماجدٍ واشفعْ إلى ذي المجد والإجلال

يـا راحـمَ الـمستـرحـمـيـن ورحـمةً للعـالـمين ورافـع الاغـلال

 

مـاذا أقـول وما مديحي فـيك يـا عزّي ويا كـنزي ويـا منوالي

يـا من هو الأب الشفـيـق عـنــايةً  للـمستجـير الخائف الـبطّال 

 

إشفع تشفع يامشفع واستغث  ياخير من داس الثرى بنعــــــال

 

إني بمولـــدك الشريف مولع  ومديح مدحـك منتهى آمـــالــي

أنا في جوارك من مكابدة البلا  ومـن الوبـا والفقـر والإذلالي

 

صلى عليــــك الله ربي دائما وعلى الصحـابة كلهـــــم والآل

والحمـــد لله الكـــريم ختامها  حمـــدا على إنعـامه المتــوالي

 

* سيرة الشاعر:

أحمد بن محمد المحضار.

ولد في بلدة الرشيد (دوعن - حضرموت - اليمن)، وتوفي في القويرة (دوعن - حضرموت).

قضى حياته في اليمن.

حفظ القرآن الكريم في معلامة الرشيد، وتلقى فيها بعض العلوم الأولية، ثم قصد بلاد الحجاز للحج، وهناك تلقى عن عدد من شيوخ الحجاز.

عمل بالتدريس والمشيخة كما كان إمامًا وواعظًا، وأفاد منه الكثير من طلاب العلم.

قام بنشر الدعوة المحمدية، ونشط في مجالي الوعظ والإرشاد، كما كان له نشاط اجتماعي واسع، واتصل بكل طبقات المجتمع ساعيًا إلى حلّ الأزمات وإفشاء الخير والإحسان.

 

الإنتاج الشعري:

- له ديوان مخطوط - محفوظ في مكتبة الأحقاف - تريم - حضرموت - نسخة رقم 2285.

 

الأعمال الأخرى:

- له مقامات ورسائل، منها: «مقامات في وصف الدنيا» - رسالة في شرح قصيدة - رسالة في المولد النبوي - رسالة في مناقب السيدة خديجة بنت خويلد.

نظم على الموزون المقفى، واستأثر المديح النبوي بجانب كبير من شعره، كما نظم في مدح آل البيت، وله في ذلك مطولة في مديح السيدة خديجة بنت خويلد.

امتزجت لغته ببعض اللهجات المحلية، وأفادت من تراث الشعر الديني. تضمنت مطالع بعض قصائده اقتباسات من الشعر الجاهلي. أغراضه قليلة، وصوره لم تفارق الموروث.

 

مصادر الدراسة:

1 - عبدالله بن محمد حامد السقاف: تاريخ الشعراء الحضرميين (جـ4) - مكتبة المعارف - الطائف 1418هـ/ 1997م.

2 - عيدروس بن عمر الحبشي: عقد اليواقيت (جـ2) - مكتبة فستاك ناشيونال - سنغافورة 1402هـ/ 1981م.

 

* عن موسوعة البابطين