أنشطة المدارس

2014-12-22 03:20

 

لو تأملنا المدارس فيما مضى من الزمان , لوجدنا أن البون جد شاسع والفرق كبير .. فهي في حركة دائبة ويقظة مستمرة من بعد صلاة الفجر إلى وقت صلاة العشاء .. لا تنام إلا حين يخلد الطلاب إلى النوم ..

فالمدارس زمان تفتح عينيها فجراً على وقع حركات الطلاب الرياضية وأصواتهم المتناغمة مع تلك الحركات على ملعب المدرسة, ثم الدورية الصباحية لتنظيف المدرسة, وتغلق عينيها عشاءً بعد أن ينتهي الطلاب من المذاكرة الليلية التي تبدأ بعد صلاة المغرب, مروراً بعصرية حافلة بالنشاط المتنوع من زراعة وصحافة ورياضة وتمثيل وغير ذلك .. وبين هذا وذاك دوام مدرسي متكامل لا مجال فيه لـ ( فسحة ديار ) . هكذا كانت مدارسنا على مدى الأسبوع كله عدا الجمعة والعطل الرسمية, وعلى مدى العام كله عدا الإجازة الصيفية..

 

أما اليوم فماذا أحدث عن مدارسنا يا إخوتي , تكاد تكون مصابة بالعقم و الشلل التامين , فهي في مجملها تقتصر على الدوام المدرسي الذي لا يكتمل في كثير من أيام الأسبوع , أما فترتي العصر وما بعد المغرب , فهي خاوية تصفر الريح في ساحاتها,   ويعبث الجن بين جدرانها..

النشاط المدرسي اليوم يكاد يكون معدوماً, وإن وجد فهو وقتي أو موسمي, وعلى حساب الدوام الرسمي المدرسي  للطالب, نشاط موجه للإعلام أكثر منه موجها للطالب الذي يجب أن تصقل شخصيته وتُبنى من جميع الجوانب ..

 

الأنشطة التي تم إجراؤها الأسبوع الماضي من قبل مكاتب التربية بالمديريات بين مدارس كل مديرية وصولاً إلى المسابقة النهائية على مستوى ساحل حضرموت , تعد في حد ذاتها حالة صحية و شيئاً جميلاً وخطوة صحيحة على طريق تفعيل أنشطة المدارس وحراكها الطبيعي , وخلق التنافس الشريف بين أبنائها بعيدا عن مماحكات الفرق الشعبية والجماعات المختلفة .. لكن الشيء الذي ليس بجميل أنها تقام دفعة واحدة, وكان الواجب أن توزع في خطة وبرامج معدة على أشهر الفصل الدراسي أو الفصلين .. كما أن كثيراً منها يُجرى أثناء الحصص والدوام الرسمي للمدارس.. يعني على حساب التعليم الذي يجب أن نحافظ عليه أو على ما تبقى منه..

 

لهذا يجب أن يكون نشاط المدارس خارج الدوام المدرسي, فالنشاطات اللاصفية لا تعني ممارستها خارج الصف, ولكن خارج الخمس والثلاثين حصة الأسبوعية, وخارج  الدوام الرسمي .. وأن يبدأ من داخل المدرسة نفسها كالتنافس بين الصفوف أو بين المنازل المختلفة فيها.. ثم ينتقل إلى التنافس بين مدارس المدينة أو المديرية, وأخيراً على مستوى المحافظة أو غير ذلك..

اللهم إني.. بلغت اللهم فاشهد !!!