اعرف كما يعرف غيري ان عدد المكونات التي تحملت على عاتقها العمل الثوري في بداية انطلاقه الحراك الجنوبي السلمي ، كانت خمسه مكونات فقط بعد ظهور الشيخ طارق الفضلي ، ومنها تم اعلان القيادة العلياء للثورة في العام 2019م برئاسة الاخ حسن احمد باعوم وصلاح الشنفره نائبآ له والشيخ طارق الفضلي النائب الثاني وعضوية اثنين اخرين وفي اول اجتماع تم الاعتراف بشخص البيض كرئيسآ للجنوب .بالاضافة الى اسهام بعض الشخصيات الوطنيه لايتسع الحيز لذكر اسمائهم ، منهم المحامي علي هيثم الغريب وهشام باشراحيل رحمه الله .
ونشاهد اليوم الساحة الجنوبيه تعج بالمكونات وما اكثرها (مكونات ابو نفر ) من خريجي العام 2011م ومابعدها .
انا لست ضد الاخوان الذين انظموا الى صفوف الثوره حديثآ ، فجميع ابناء الجنوب مرحب فيهم ،بما فيهم الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي ، لان الجنوب يتسع لكل ابناءه .
لكن مايحز في النفس ، هو التسلق والتملق والمزايدة ،وتحويل الثوره السلمية الى فلم هندي ، يظهر فيه البطل بالنهاية ، مع النهاية لم يأتي موعدها بعد .
وما يحصل اليوم هو تمزيق وتقاسم للوهم والطيش السياسي ،الذي لايخدم بقدرما ينخر في جسد الثوره .
لاادري ان كان هذا التسابق المحموم بجهالة او عن قصد ، رغم ذلك لانسيىء الظن بالاخرين ، لاننا جميعآ نبحر في سفينة واحده ، اما ان نصل الى بر الامان ،او نواجه قدرنا المحتوم سويآ اذا قدر الله ، وخرجت السفينة عن مسارها الحقيقي ، واصبحت عرضه امام هيجان البحر وامواجة العاتية .
ونحن كجنوبيين مطالبون اليوم بتوحيد الصف القيادي ولسنا بصدد تفريخ واشهار مكونات جديدة كمنفذ للوصول عبرها الى السلم القيادي .
ونصيحتي اليوم الى احرار الجنوب ( ان يركزوا على الاهم وهو ايجاد خطط وآلية عمل مرحليه ، عبرها يتم تسخير الهيجان الشعبي والفعل الثوري لصالح القضية ، وتفعيل النشاط السياسي خارجيآ وداخليآ والتواصل مع المجتمعات الحضاريه منها الاتحاد الاوربي .
- تفعيل الهيئات والاتحادات والمنظمات الحقوقيه والمجتمعية الجنوبيه للتنسيق مع نظيراتها في دول الجوار والعالم .
- خلق نواة للجيش الجنوبي الجديد بالاستفادة من العسكريين القداما ، من اجل حفظ الامن والاستقرار في البلد .
- الاهتمام بنقابات العمال والمهن الاخرى لتفعيل دورها على اكمل وجه في مرافق العمل والانتاج .
- بذل مزيدآ من الرعاية والاهتمام بنشاط الطلاب وتفعيل دورهم الهام في الجامعات والمعاهد والثانويات والمراحل الاساسية ، لان انتصار الثورات يأتي عبر مشاركة هذا الجيل الصاعد ، فهم نصف الحاضر وكل المستقبل .
- التركيز على رصد وتوثيق الانتهاكات حسب المعايير الحقوقيه الدوليه ، وخلق تواصل شبه يومي مع المنظمات الحقوقيه الدوليه ذات العلاقة ، للتعريف بالجرائم والانتهاكات التي تطال الشعب الجنوبي المسالم على اراضيه .
- النقطه التي لاتقل اهميه هي تأسيس مركز دراسات يشمل الجانب الاقتصادي من ذوى الخبرات والكفاءات لعمل دراسة شامله في مجال الاقتصاد ، والتركير على الثروات والموارد التي تزخر بها اراضي الجنوب ، وتقديم هذه العروض لشركات عالميه كبرى ، ومقايضتها للحصول على اولويات وتسهيلات مستقبليه ، اذا ما ساهمت في الوقوف ومناصرة قضيتنا العادلة .
واذا تم التركيز على هذه الجوانب ، قد يتبدل الصراع الحالي الذي يصب اجمالآ في التنافس على القياده ، الى تنافس ايجابي يخدم الفرد ويخدم القضية الجنوبيه بشكل عام .