توقعي الشخصي فيما يتعلق باوضاعنا في الوطن ، ان الذي تغير في المنطقة ليس الاشخاص بل الاستراتيجيات والتوجهات . والمتغير الهائل نكاد نقرنه بما وقع قي الاتحاد السوفيتي اثناء اعتلاء جورباتشوف السلطة وبداية اعلان سياسته المتمثلة باعادة البناء والشفافية والبروستريكا والجلاسونوست، وهو ما يكاد يقارن الى حد ما بما تعيشه ايران هذا الأيام .
لقد المح وزير خارجية إيران في بعض تصريحاته في ان بلاده اليوم تتوجه بثقة الى التعايش والتعامل ببراجماتية . وان ايران وضعها اليوم افضل مع العالم والسبب كما أتوقع هو اقتصادي وتململ وحراك سياسي شبابي معارض للرتابة السياسية والتقشف الاقتصادي المستدام .
اي ان ايران بصدد التحول تدريجيا والعمل على ترشيد الانفاق السخي، والدعم المالي واللوجستي الهائل والمكلف جداً للأصدقاء او الحلفاء تمهيدا لايقافه ، فما تتكلفة في سوريا ولبنان الكثير حيث كلفتهم حماية هذه الدول من المال والعتاد والخبراء ما جعل كواهلهم تنوء بحمله ، وايران كما نعلم محاصرة وتعاني من ثقل وجور الانفاق العسكري الهائل ومن شح مالي بسبب الحصار وكذلك - ثالث الأثافي- هبوط اسعار النفط وربما الغاز وهذا سيزيد الطين بِلة.
ومن نافلة القول ان من اسباب اطالة الحرب في سوريا ايضا هو ارهاق الاقتصاد الايراني ، وزادت الامور تعقيدا ان الفائدة المرجوة ليست مضمونة وبقاء الحلفاء معك ، هو مثل امساكك بقبضتك بحفنة من الرمل فسرعان ما يتسرب من بين اصابعك مهما شددت بقبضتك عليه ، ولان الخبره الفارسية والدهاء عبر التاريخ تتمثل في كل مفاوضاتهم فهم ارادوا ان يحققوا اهدافهم سريعا وذلك بان يوطدوا من دعمهم لبعض الحلفاء في المنطقة بعد ان انهارت سوريا وتبدلت السودان وبدأ الشعب الايراني يضيق بصناعة السلاح وطوابير الجيوش التي لا تستطيع ان تتغذّى الا على الحروب والاستنفار والفولاذ والبارود ، وهو اي البارود كما قيل! لا يصلح ان نصنع منه حليب الاطفال المجفف !! .
وعن اليمن، فلقد تخلّت ايران عن الرئيس علي سالم البيض لان المشروع كان مرفوضا دوليا واقليميا ،ولكن انصار الله لن تتخلى عنهم ايرا ن، رغم شعوري ان انصار الله لا يركنون على ايران بل على انفسهم حيث ولديهم اليوم قدرة على التحكم بمصير الوطن واخراجه من وعثائه وهواناته ،وتكريسهم في ترسيخ مبدأ الترشيد في الانفاق و اجتثاث الفساد وتجفيف مستنقعاته الآسنة ،حيث وسيشكل هذا عائدا ماليا هائلا ، ولو تحقق لهم ذلك لكفى الله الوطن مهانة مَدْ الكف ،واليد العلياء خيرا من اليد السفلى.
وأتوقع استمرار أنصار الله في الامساك بزمام الوطن وتسيير الامور والتصدي لبعض المنغصات وعدم التصادم وليتذكروا حكمة يجب ان تسترشدوا بها وتقول - لا تصادموا نواميس الكون فهيى الغالبة - وانصار الله عبروا المحيط ورست سفنهم سالمة، وما يلزمهم وبشكل حيوي هو إقامة علاقات وثيقة مع دول الجوار تتسم بالصدق والشفافية وعليهم واجب ازاحة الشكوكية وزرع الثقة مع السعودية ودول مجلس التعاون والمحيط العربي فضلا عن الدول الكبرى مثل امريكا واوربا .
واتوقع من انصار الله ، اتوقع ان يتواصل زحفهم بل اخفف القول اي -انتشارهم- و قد ثبت انه انتشارا محمودا فلم تكتنفه على الدوام تصادمات بل حوارات وتفاهمات وهم يتوقون الى ذلك لتثبيت اقدامهم على مساحة ارض الشمال وهي مساحتهم الشرعية بل و بعيدا عن التمذهب بل كحركة سياسية ثورية . وهم فعلا يتوجهون الى الظهور بهذا المظهر او اعتناق هذا الدور ،كثورة على الثورة
اما الجنوب وانصار الله فهم وعبر اثباتهم اي - الأنصار - ان مشروعهم نهضوي صادق عادل منصف بعيدا عن المذاهب والتمذهب فهم اي الأنصار سوف يكسبون الرهان مع الجنوبيين والحقيقة التي لا مِراء فيها ان مشكلتنا مع صنعاء كان الفساد والهيمنة والقبلية المتعصبة والاجحاف ولم نخالفهم ابدا على مذهب وليس في قاموس ابناء الجنوب هذا المصطلح
وتوقعي ان الفيدرالية المزمنة -واشدد على مزمنة - بعد التراجع عن اعلان فك الارتباط ،ستجد من يدعمها دوليا وستبقى السيف المشهور على عنق انصار الله في حالة اقلاقهم الجيران او تهديدهم للممر الملاحي الدولي - باب المندب- أو نكوصهم في انصاف الجنوبيين فهم من خسروا لاجل الوحدة كل شيء والجنوب اليوم لن ترضيه مواعيد او أمان تذهب ادراج الرياح وعلى انصار الله ان يدركوا ان الوحدة لن تترسخ بعد خرابها الا بعد سنوات من اثبات حسن النوايا والانصات بوعي لهموم ومطالب ابناء الجنوب وهي هموم صادقة وهم وفي قرارات انفسهم جميعا ياطيرون من الوحدة فما نالوه منها هو هوانهم واقصائهم وغبنهم ،ولكنني أميل الى رشد -انصار الله- وقدراتهم السياسية ونضجهم المُلفت
كما اتوقع ان تشهد علاقات اليمن مع دول الجوار تحسناً ملحوظاً وإيجابياً بل ربما فاقت عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح ،فانا اكاد اشبه السيد عبد الملك الحوثي بالقائد الصيني - ماو -مع اختلاف التوجه والعقيدة - حيث قال في لقاء له في مكتبة المتواضع في المدينة المحرمة في -بكين -وكان لقاء جمعة لاول مرة برئيس امريكي وهو -نيكسن- قل ماو ثق يا -نكسن- انني اذا اعطيتك وعد فلن تنكث به الصين ولو بعد الف عام
واتوقع ان -الأنصار- ليس لهم ما يسعدون به ويكسبون الوطن سوى شرف خدمة الوطن وهو اعظم ما يمكن لقائد ومكون ان يناله ويفوز به ، والشرف والعدل هو السؤدد وبكلمة رقيقة انه أثبات -الحب- وهو أسمى من رماد الكنوز - كما يقول الشاعر والمفكر الدكتور عبد العزيز المقالح
ولهذا فانا اتوقع من الأنصار قيامهم بمصالحات راسخة منصفة واعية غير مختالة مع حزب الاصلاح و حزب المؤتمر بل ومع كل خصومهم وحتى لاتشغلهم الخصومات والتخاصمات عن مشروعهم الوطني النهضوي ، كما انهم كما ارى سوف يمدون تصالحاتهم الى المحيط الاقليمي ، وفي المستقبل القريب اتوقع ان يزور السيد عبد المللك الحوثي المملكة العربية السعودية ، وهذه الزيارة التاريخية المأمولة ستكون بداية تدشين عهد التعايش والقبول بالاخر بل ربما سنرى عبد الملك وقد مَدَّ له البساط الاحمر في زيارات رسمية الى دول كبرى .
لكن كيف للقصر الجمهوري ان يتعايش مع زعيمين للوطن .
هل تسمعون عن المرشد في ايران؟؟ انا لست مع نقل هذه التجربة ولكنني اتوقعها