يصادف تاريخ 2 ديسمبر من كل عام ذكرى قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة الذي تم الإعلان عنه في عام1971. حيث تاسس الأ تحاد من ست إمارات وهي: أبوظبي، دبي، الشارقة، أم القيوين، الفجيرة، وعجمان. وفي العام التالي، انضمت إمارة رأس الخيمة.
ولقد وطّد هذا الكيان وشمخ به الى النجوم القائد الوطني الفذ والانسان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه .
ومضى هذا القائد يعينه الشيخ راشد بن مكتوم أمير دبي رحمه الله وبقية شيوخ الامارات ،مضوا جميعا في بناء وارساء هذا الكيان وسلموا الراية خفاقة لمن خَلَفَهم من قادة ، وعلى رأسهم رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن راشد ثبت الله خطاهم ، ولقد مضوا هولاء القادة وبكل جسارة في مشوارهم حتى صارت اليوم الامارات حديث الدنيا وينشد رؤيتها الملايين و كل مسافر و عابر الى غرب آسيا ومن آسيا الى أوربا.
ولقد زار او عبر الامارات هذا العام وخلال 8 اشهر المنصرمة من هذا العام 64 مليون مسافر او عابر ترانزيت وهذا رقم فلكي لدولة فتية حديثة لم يتجاوز عمرها سوى 43 عاما .
وكما قلت ، في هذا العام، ستحتفل الإمارات بالذكرى السنوية الثالثة والأربعين على قيام الاتحاد، حيث تُنظم الإمارات، مجموعة واسعة من الأنشطة المُبهجة ، ومنها: العروض الرائعة، ومناطق ممتعة أعدت للأطفال، وغيرها من الفعاليات و العديد من العروض في مراكز التسوق، والحدائق، وأماكن أخرى في جميع انحاء الدولة الفتية، التي تسابق الزمن في نهضتها واقتحامها للصعب ، دون مهابة او تردد او نكوص ، يرفدها أمن وطيد قل نظيره في العالم ورخاء مُلفت ومدهش وإلتفاف وطني متفرد .
ولقد كتبت عن هذه الدولة وألّفت بعض قصائد الشعر عنها ، ولكن لا يمكن ان نمنح الامارات حقها في الوصف ، اذا لم تزرها ونلمس لمس اليد واقعها ونهضتها وجمالها وسحرها فانت هنا تقرأ او تسمع ولا ترى والشاعر يقول
خذ ما تراه ودعْ ما أنتَ سامِعه ** في طلعة الشمس ما يغنيكَ عن زُحلِ
والإمارات اليوم تمثل مُلتقى الشرق والغرب وحديث الناس وحيث يلهج كل زائر وعابر ترانزيت بسحرها والقها، ويتعجب كيف استطاعت هذه الدولة الفتية ان تتجاوز كل متاعبها وخصومات جيرانها وتنأى بنفسها من الوقوع في شِراك التطرف والخصومات ، بل وتركّز في بناء اقتصاد زاخر ومجتمع آمن متماسك في بيئة شديدة القلق والأخطار ؟ والجواب السهل الممتنع هو فطنة حكامها وحكمتهم وشجاعتهم وإعتناقهم الطموح وليس غير الطموح .
وعن الأمارات فالأرقام تتكلم وليس حشد الأعجاب والاطناب يكفي، فهم فكل يوم يعيشون في الإمارات أعيادهم ومناسباتهم وأفتتاح تدشين مشاريعهم الضخمة .
وهي مشاريع عالمية ومُكلفة جدا . وعندما تقرأ عن طموحاتهم وخططهم يتملكك العجب فهناك اليوم مطارات عالمية تكاد تكون هي الاحدث والارقى في العالم وكذلك هناك من الفنادق الفارهة المترفة ما يجعلك تعجب ، فهي تشكل ربما مدن مترامية الاطراف واسواق تحشد العجيب والغريب من البضائع والمجوهرات من ارقى الماركات العالمية وعند الخدمات الفندقية فحدث ولا دهشة حيث يوجد بها اكثر من 100 الف غرفة وشقة فندقية انيقة ومزوقة! بينها فنادق عالمية استثنائية مترفة وفارهة اي 7 نجوم لا يوجد مثيل لها في العالم .
تجول في مولاتها وفي وشوارعها ومطاراتها وحدائقها ومتاحفها وجامعاتها ومنها اضخم - جامعة طيران- في العالم . تختص بعلوم الطيران والسياحة واللوجستيك . تجول في شواطئها ونواديها واسواقها ستمر ساعاتك وكانها دقائق ! واذا تناهى الى اسماعك صوت الاذان منسابا رقراقا من مكبرات الصوت فادلف الى مساجدها العامرة بالايمان والجمال والابداع تزين جدرانها الآيات القرآنية - بخط الثلث- لترى وتلامس الابداع والذوق و تَبَتُل أهلها وتدينهم الوسطي وتسامحهم الملفت .
وعن دماثة اهلها وانسانيتهم وطيبة سجاياهم . قلت لصاحبي وانا اتوقف امام احد موظفي مطار دبي العالمي المترامي الاطراف في إنتظار الحصول على سمة دخول وانا اقف امام كاونتر الجوزات سألت صاحبي متعجبا وقلت أنني لا ارى هنا رجال أمن؟ فاجاب هولاء الذين تتعامل معهم وتراهم بهذا البِشر والترحاب والوداعة هم ضباط الجوازات ولكنهم آثروا الوداعة والانسجام مع الناس في ظهروهم بملابسهم المدنية . فقلت في نفسي وانا في كندا اشعر بحالة من القلق والتوتر وانا اواجه مسؤولي الجوازات بملابسهم العسكرية ونظراتهم القلقة واشعر بالتوتر والضيق . فاجاب الامارات تجاوزت الشكليات وتأنسنت ،واقتحمت بل واستلهمت كل جديد .
وما يذهلك اكثر ان تلك السيول من البشر التي تراها واقفة امام موظفي الجوازات في المطارات لا تتعثر في سيرها وانسيابها او تتكدس طوابيرها فكل الوقت الذي تمضيه في نيل التاشيرة هو دقائق ان لم أقُل أقَل من ذلك . ان التقنيات تبداء من مطارات الإمارات، وهناك قدوة لنا في هذه الدولة الفتية وعلينا ان ننهل ونتعلم منها قصص النجاح والسؤدد.
إنني وانا أهنيء الإمارات العربية المتحدة وحكامها بهذا العيد الوطني الحاشد لكل جديد لهذا المنجز الضخم الرائع والوطن الفارهة فانني هنا ابارك أيضا واهنىء نفسي بهذه العيد الوطني وهذه الفرحة ، ولعلها الفرحة الوحيدة في زمننا العربي -الحزين -.وكما يقولون، هناك مكانا يسوى الأرض بوسعها كلها ، وساعة تسوى كل العمر .
* قد يهون العمر الا ساعةً ** وتهون الأرض الا موقعا .