في خضم الاحداث التي تموج على مساحة الجنوب ، فان اي متابع للاوضاع يلمس ان هناك ثوابت يجب رسمها وتثبيتها بل والتمسك بها بحيث نضع الشعب امام خريطة طريق واضحة المعالم والحدود، وخصوصا في هذا الظرف الحاسم الذي يمر به الجنوب ،حيث ونحن اليوم في المعتصمات نمثل الوطن بكل اطيافه في حشد وطني مهيب وغبر مسبوق وفي انتظار وتوقعات لتحقيق منجزات حاسمة .
على ان هناك ما يجب ان ننهجه وهو المصارحة والشفافية وهي مهمة جدا حتى لا يصاب الشعب بحالة من النكوص والتراجع او الهزيمة النفسية في حالة حصول تراجعات تكتيكية .
وأرى انه من الاهمية وضع حد وثوابت لا نحيد عنها وهي ان الخلافات والملامات والانتقادات الجارحة ليس وقتها ويجب تجاوزها اليوم لان الهموم الكبيرة والخطب الجلل ، والوضع لا يسمح بهذا الترف والنزق ،فنحن بحاجة ماسة الى رص الصفوف ونبذ الاختلافات وتقبُل بعضنا البعض وعدم اجترار الماضي، والكف عن سرد -اساطر الاولين - ونشر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
على انه يجب ترسيخ شمولية التسامح الوطني وان يشمل التسامح والتصالح كل الأطياف بمن فيهم رابطة الجنوب العربي والسلاطين وهم اليوم ، اي هاذين الفصيلين يشكلون اهم محركات التعبئة والحشد لانتشال الجنوب من هوانه وعذاباته .
وأتمنى اليوم قبل الغد ان ارى الجميع، بجميع المكونات والاحزاب والمنظمات بما فيهم الاصلاح وحزب المؤتمر تحت مظلة جامعة شاملة اسمها الجنوب .
من المهم جدا ان لا نوهم الناس - ونعشم - ابناء الوطن المتلهفين لتحقيق منجز وانتصارات ساحقة ، واعلان موعدا لفك الارتباط وتحديده في ازمنة محددة وتواريخ بعينها .
وما يقال عن نصب لوحة الكترونية مضيئة ، تحدد موعد 30 نوفمبر كيوم حسم ، فهذا وكما تبين لي وللكثير و من خلال مناقشات وحوارات مستفيضة في كندا وامريكا مع زملاء مخلصين و وطنيين، تبين لنا انه -خطأ - وتسرع غير منطقي وامر صادم للناس وذلك في حالة تحقيقه ، كما ويدل على تقديم اغراءآت وحشد أمنيات في طياتها الكثير من المحاذير ، وقد خلصنا بنقاشاتنا ان لا جدوى من هذه اللوحة ونصبها كمؤشر على ساعة الصفر! لندع ساعة الصفر تاتي في وقتها ودن تحديدها بساعة ويوم وتاريخ بعينه.
كما واود ان أنوه ان هناك نبرة علت وتعالت، و هناك حديث واخبار وكلام غير مسؤول ، حول طلب رحيل اخوتنا من ابناء الشمال الذين يشاركوننا الوطن، وهم اخوتنا وجزء من نسيجنا ولقد صنّفه الكثير من العقلاء بانه حشد للعداوات وربما -مَقْلَبْ- سنقع به ، ومثل هذا التهديد او الاخطار! ليدل على ضيقنا وتبرمنا وعنصريتنا وتمترسنا .
والكثيرون يرون ويقترحون قبول اي شخص يعمل في الجيش والامن والشرطة والمحافظة وفروع الوزارات، عاش معنا وسكن مساحتنا الجغرافية فهو له ما لنا وعليه ما علينا ، الّا اذا بدر منه ما يخل بالامن وبالولاء .
فكلمة -عودة- هي طرد مغلفة او مخففة ، وهذا يشكل ترويع وقطع ارزاق بل أعناق! وترسيخ عداوات وضيق اخلاق بل وفك ارتباط اجتماعي تاريخي مكّين بل وتمزيق مخيف لنسيجنا وأواصر القربى والرُحُم وبداية تدشين العدوات و التخندّق .
وفي خضم الأحداث ايضا التي تموج في الوطن والاماني التي بعضها تستمد تصوراتها في استلهام المرونة و قراءة الواقع وقبول المتاح ثم الممكن لتحقيق الامل الاكبر ، فهل هناك رؤية وحلول متاحة في دراسة مشروع - الكونفدرالية -؟ كخطوة تمهيدية لتحقيق منجز فك الارتباط ، فلقد سبق ان استمعت الى السياسي -الحصيف- السيد عبد الرحمن الجفري وهو يضع - الكونفدرالية - كأحد الخيارات المتاحة بدلا عن جمهورية اتحادية .
وهنا علينا ان نصعد - طائرة- فك الارتباط ومعنا في حقيبتنا باراشوت الكونفيدرالية .
وهذا لا يصورنا باننا ضعاف بل باننا نملك بدائل وهامش اوسع للمناورة .
وعن علم . الجمهورية او - لوائها - فان اي جهة او شخص لا يحق له ان يتبرم من -علم - جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ،وهو علم صار اثيرا ومهما ورمزا وطنيا ملهما ،ويمثل اهمية قصوى في انضواء الشعب ضمن لوائه ، وهنا علينا ان نكتفي برفع هذا العلم، بل ونفخر به حيث وان الاغلبية من الشعب ان لم اقل الاغلبية الكاسحة جعلته هو الرمز للحراك وهو علم اثير وله دلالة وطنية عميقة بل ورمز شبه مقدس .
اما عن تسمية - الجنوب العربي- فلقد قالها وضمنها السيد علي سالم البيض ،حفظه الله في رسالته الى -مجلس الامن- حيث اكد على اهمية استعادة دولة الجنوب العربي - وليس في هذا اي خلاف ، كما ان القائد الحراكي الاستاذ -شلال - حياه الله قد اوضحها عبر تصريحه بالامس وقال انه لا يوجد خلاف .بين كل المكونات حول هذا التسمية ،وكما يقل المثل اذا ولدت سميناه .