ما كتبته أعلاه كعنوان لمقالي القصير ، هو تعبيرا عن دهشتي بل حنقي من مستشاري واعوان الرئيس السابق علي عبد الله صالح ، الذين غرروا به وافهموه واوعزوا له في ان يقف صامداً بوجه الأعصار، وسوف يغير مسرى الأعصار ويصرفه ويرغمه ان يتحول الى عكس إتجاهه، وهذا هو المحال او ما يسمونه قبض الريح .وما اوعز اليه بطانته او نصحوه به كان دونه خرط القتاد
ولقد كنت منذ زمن بعيد قد رأيت ان اجرب في ان اكتب نصائح شخصية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، من منطلق ان الوطن يتعب اذا ركبوا الحكام السابقون من اصحاب الجاه والهيلمان رؤوسهم وقرروا ان يرموا بالقفازات لخوض التحديات ، لان حكامنا سواءً وهم في سدّة الحكم او خارجه ،مكشوفين ومن الهشاشة فليس لهم قدرة على مبارزة دولة بحجم تايوان فضلا عن دول عظيمة واساطيل وجيوش ، ومهما بلغوا من الثقة والامكانيات ومهما بالغ لهم حماتهم وعسسهم بصد المعتدي الأثيم! فلن تحميهم الابراج العالية والقلاع المُشيدة .
اليوم علي عبد الله صالح كما يبدو لي في وضع لا يُسر، فهو اقال رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي من حزب المؤتمر واقال شخصية ثقيلة وسياسية -فيترانية- وهو دولة رئيس الورزاء السابق والسياسي المخضرم ومن مؤسسي المؤتمر الدكتور ، عيد الكريم الارياني.
ولقد جاءت الاِْقالات في ظرف عصيب وأزاحة دون اي يتاثر المزاحون بينما كانوا هولاء الساسة معه ولو ظاهريا ، و يحتاجهم علي عبد الله صالح الى جانبه رغم اي اختلاف ،كما وان النصيحة الذهبية في السياسة تقول، اياك ان تتخذ قرارك وانت غاضب، بل هي حكمة مهمة لكل شخص في هذا العالم ، لقد تأثر بل وتزعزع حزب المؤتمر -فوق تزعزعه- نتيجة هذه الاقالات المتسرعة ، وبداء اعضاء المؤتمر في الجنوب في حشد صفوفهم وربما في اعلانهم الانفصال عن حزب المؤتمر في صنعاء . وهنا كرت كرة الثلج وكبرت واصبحت كجلمود صخر حطه السيل من علِ
اليوم الوضع صار صعبا ومعقدا في صنعاء بل وكل الوطن ،وهناك توقعات بان الامور ستسوء ،و اعود الى ما قاله معالي وزير الخارجية العماني الذي نوه الى ان اليمن او بما معناه ان اليمن في خطر وهو بحاجة ماسة وعاجلة الى مبادرة خليجية أخرى وبرعاية الدول العشر لتساهم او تسارع في اخراج اليمن من محنته التي سوف تهد كيانه وتهدد امنه وامن الدول المحيطة اذا لم نتداركه كما فهمت من تصريحه .
فاليمن اليوم اما ان يستعيد رشده واما ان يلحق بسوريا والعراق وليبيا وهو مرشح قوي وبامتياز للسقوط في هذا الشَرك المُهلك .ولقد توقفت امام عبارة قالها معالي وزير خارجية سلطنة عمان السيد يوسف بن علوي ،حيث قال معاليه ان الاتهامات التي تقال عن الحوثيين ليست صحيحة في - تشيعهم -، وان الناس تُلبس أنصار الله ثوبا غير ثوبهم.
هنا يعني ان المصالحات واردة بين انصار الله ودول الخليج على الاخص كما ونفهم من ذلك ان إتهام انصار لتمرير مشروع ايراني ليس واردا وان الزيدية كما يعرفها الجميع ليست هي المذهب الشيعي اوتحت عباءته او في طور تحوله ، وهذا ما اردده دائما فهناك علاقات وطيدة مع ايران ، ولكن ليس لانصار الله توجه لنشر مذهب الزيدية فضلا عن الاثناعشرية او فرضه لتعارضه الصريح مع مذهبهم ،كما وانهم في بحر من السنة وطنيا ، وفي محيط اقليمي سني ،وهذا يفقدهم ألانصار كل اصدقائهم ويزجهم مع دول الاقليم في عداوات عدمية .
كما وللانصاف فان من يتحالف مع أنصار الله الان ويناصرهم في المناطق الوسطى هم السنة وهذه حقيقة ويدركها الجميع .
على ان التخوفات في زحف انصار الله الى الجنوب ليس واردا ،فذلك سوف يتسبب في مواجهة حقيقية وربما في تدخلات دولية محتملة .
نعود الى موضوع الرئيس السابق علي عبد الله صالح . فليس معه اليوم الا رسم علاقات وديّة مع كل خصومه داخليا وخارجيا لعل ذلك يخفف الاحتقان ويزيل البُغض من القلوب ويبعث برسالة الى المجتمع الدولي في ايجاد مخرج انساني لمحنته التي اوقع نفسه بها .
ولن يتاتى ذلك الا في تجربة الصمت ورباطة الجأش والتشبث بالتصبر والهدوء والروية وبعد حين التفاهم في ايجاد منفذ يمنحه مساحة الحركة الأمنة في ربوع الوطن وربما خارج الوطن اسوة بالرئيس البشير . ولن يتحقق ذلك الا بان يعود الى اعتناق فكرة العمل التطوعي الانساني ودعم الجمعيات الخيرية والمعاقين والاسر المعنفة دعمهم بسخاء واريحية فهو في سعة مالية عظيمة ، والتحول الى عمل الاحسان وتلمس هموم الانسان ليصبح فاعل خير وبطل انساني يشار اليه بالبنان وتتحدث عنه الفقراء والعامة باوصاف الاخيار الزاهدين ويتأسى بمن سبقوه من مشهورين ومنهم على سبيل المثال الرئيس الامريكي الانسان جيمي كارتر والثري العالمي بيل جيتس .
وليس عسيرا على الرئيس السابق- صالح - ذلك ولن يثقله او يكلف هذا العمل التطوعي الانساني الخيري الكثير ، والانسان في طيات قلبه يكمن الخير وحب الناس ليزرع حبه في هولاء المقهورون والمهمشون الذين يراهم على امتداد الوطن وفي كل شبر من مساحته ، وعلى يقين ان هولاء المهمشون المستضعفون المعدمون سيكونون درعه الحامي وصوته الذي يصدع به وظلال الحب الذي الوارف الذي يفيء اليه عند الحر والهجير ،وسيكونون حوله ومعه في وعثاء الدروب و أحتدام العداوات .إنوالحسنات يذهبن السيئات ووجاء من كل الشرور بل ان الحسنات يطلن العمر والدعاء يلطف بالقدر . ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ).