مسلسل الغدر والخيانة مستمر بحق الجنوبيين
بقلم/ غسان الحنشي
إن الأساليب والأليات القذره التي يتبعها دائما المحتل هي نفسها لا تتغير بتغير الزمان والمكان , فالاحتلال دائما يسعى بكل الطرق والأساليب الشيطانية المتعجرفة والملتوية المتاحة له إلى نهب باطن الأرض وباطن البحر لأهدافه ومصالحه الذاتيه , بل يلجا أيضاً إلى طمس هوية الشعوب وطمس أثارها وتاريخها لكي يتسنى له الاستمرار في السيطرة على كل مقدراتها ,لكن حينما يشعر المحتل دائما إن هناك كوادر وشخصيات سياسية وثقافية واجتماعية لها ثقلها ووزنها السياسي والاجتماعي والثقافي على الشعوب وهي تعتبر المحرك الأول والأخير لنضالات الشعوب الحرة التي لا تخضع للذل والانكسار, ولان شعب الجنوب شعب عظيم وشعب جبار لديه كفاءات علمية وثقافية وسياسيه يشهد له العدو قبل الصديق تريد إن تقيم دولة النظام والقانون , لكن عصابات وقبائل ومشايخ الشمال كان تعتبر ذلك خطر قادم يهدد كيانها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي .
من هنا بدأت وحدة الغدر والخيانة والخديعة مباشرة باستهداف قيادات ورموز دولة الجنوب السابقة فتم اغتيال وتصفية اكثر من 150 كادر جنوبي في العاصمة صنعاء بدم بارد وتم استهداف منازل رموز دولة الجنوب السابقة في عدن وصنعاء وكان الفاعل دائما مجهول الهوية ,ولأن الغدر يجري في دمائهم وبسبب مطالب قيادات الجنوب السياسية والعسكرية بتقديم الجناة إلى المحاكم لينالوا جزائهم العادل , ولان الفاعل كان معروف للجميع وكان يدير التخطيط والاغتيالات من داخل دار الرئاسة , وبعد شد ومد وجزر بين الطرفين تم التوصل إلى اتفاقية العهد والاتفاق في الأردن , لكن كالعادة الغدر والخيانة من صفاتهم فتم إعلان الحرب من ميدان السبعين على الجنوب أرضا وأنسانا بمجرد التوقيع على اتفاقية العهد والاتفاق والتي لم يجف مداد حبرها بعد, فتم احتلال واجتياح الجنوب عسكريا وبواسطة فتوى دينية صادرة من علماء صنعاء فتم استحلال دمائنا وكرامتنا وتم السيطرة على الجنوب في اليوم الأسود في تاريخ الجنوب في السابع من يوليو 1994م والذي اصبح بالنسبة لهم عيد ثوري مجيد يحتفلون به .
لقد شكلت عمليات التعذيب والقتل لسجناء جنوبيين منهجا مدروساً ومخططا خبيثاً للمحتل يستهدف كل أبناء الجنوب سواء كانوا قادة في الجيش أم قادة سياسيين في المعارضة أو السلط أو ناشطين شباب أو ناس بسطاء من عامة الشعب الجنوبي , وكان من ضمن تلك الاغتيالات الحديثة القديمة للعديد من القيادات العسكرية على سبيل المثال اللواء سالم قطن وعمر بارشيد والطيارالماهرعلي خواجة وأخرهم اللواء ناصر مهدي فريد العولقي وزميلة العميد جبران الشبحي اليافعي ورفاقه في كمين غادر في مارب اليمنية واليوم تم اغتيال العقيد احمد بارمادة نائب مدير الأمن السياسي في حضرموت فضل الردفاني بصنعاء, وكذلك استهداف الشخصيات السياسية مثل الدكتور ياسين سعيد نعمان والدكتور واعد باذيب , ومحمد علي احمد وغيرهم , ولا ننسى الجريمة النكراء التي ارتكبها عصابات الفيد والارتزاق بحق الشهيده فيروز اليافعي وهي في عقر دارها وفي ساعة متأخرة من الليل وبدون ذنب ارتكبت وإنما بسبب انتمائها إلى ارض الجنوب , فالجرائم التي ارتكب بحق أبناء الجنوب لا تحصى ولا تعد , لذلك هل فهم أبناء الجنوب الذين لازالوا يعملون مع سلطات المحتل الفلم الهندي الذي يتم إخراجه في صنعاء بانهم مستهدفون في كل مكان وزمان ؟
يا أبناء الجنوب سواء كنتم عسكريين ام مدنيين ام قادة أحزاب معارضة أو بالسلطة أننا نناشدكم باسم الشباب والشيوخ والنساء والرضع والأرامل ان تعودوا إلى أرضكم وأهلكم لان الجنوب بأمس الحاجة اليكم , أننا نعتصر ألماً ونحن نرى مسلسل الغدر والخيانة مستمر بحق الجنوبيين فكل يوم شهيد يسقط من خيرة رجالات الجنوب, يا أبناء الجنوب الأعزاء إن الموت القادم من عاصمة الغدر والخيانة لن يستثني أحداً وخصوصا بعد الحشود الجماهيرية المليونية التي خرجت في 30/نوفمبر في العاصمة عدن والتي سببت لهم دهشة وغيض وجنون وهستيريا , فالجنوب يناديكم عودوا ألية وعيشوا أحراراً وكونوا أسياداً على أرضكم .