رسالة عاجلة إلى رئيس الجمهورية

2014-10-11 13:59

 

لن اتبع الطرق المعتادة في أسلوب صياغة الرسائل المهذبة والموجهة إلى الرؤساء أو الملوك والتي دائما ما تتضمن تلك الرسائل الموجهة المدح والتبجيل والتعظيم لكنني اعتبر رسالتي هذه حافة وصريحة في نفس الوقت , فقط لا أنكر أخي الرئيس بأنك رجل المراحل الصعبة كلها ولا يستطيع أحد إن ينكر ذلك ..

 

أيها الرئيس مرت عشرون سنه وتزيد على حرب94م الظالمة على الجنوب ولم يتغير شي مفيد لا في الشمال ولا في الجنوب كلها صراعات وحروب وبالتالي ظهر لنا بأنه لا فائدة في وحدة تقتل الناس وتنهب حقوقهم وشعارها الدائم ( الكذب ) وأصبحت لدى الناس قناعه بأن الوحدة منتهية تماما ..

 

- مرت عشرون سنه على هذه المأساة وكم من الأطفال يتموا وكم رملت من النساء وكم استباح من الأراضي وكم من الظلم والهيمنة وقع على أبناء الجنوب , وفي الأخير أعترف كثير من القادة العسكريون المشاركون في الحرب بان حرب 94 حرب ظالمة وقد اعترفوا بان تلك الحرب كانت خطأ كبير ارتكب في حق شعب لم يقترف جريمة بحقهم سوى المطالبة بحقوقه المشروعة وكثير ممن أفتوا تؤلمهم فتواهم اليوم في مقامهم ومضجعهم وأين ما ذهبوا وحتى مماتهم

 

- نحن هنا سنبدأ من الأخير ثورات مزيفه ابتداء من 2011 إلى 2014 بل ربما من 62 أيضا وهذا لا يخفى عليكم تعلمون بكل بواطن الأمور لكنها السياسة تخفي الظاهر وتظهر الباطن ..

 

أخي الرئيس نحن نتألم من آلامكم رغم إننا بعيدين عنكم ولا يظهر لنا سوى ما نسمعه في وسائل الأعلام وكل منا يحلل حسب توجه الحزبي أو الوطني والبعض بعواطفه الخاصة , وخاصة في ما حصل في ألاونة الأخيرة وأنتم داخل صنعاء وقد سمعنا من الأقاويل ما يكفي , لكننا على ثقة تامة بأنكم خارج المؤامرة ..

 

- الكثير من الناس تتوقع رحيلك إلى الجنوب في أقرب وقت ممكن والكثير من الناس أيضا يطالبونك بالتوجه إلى الجنوب وطبعا هذا حاصل لا محالة آجلا أم عاجلا نتيجة للأوضاع المتعثرة في الشمال ونتيجة للتوجه الجديد والمحسوب على تبعية اليمن للخارج والذي لا يرضيك أنت أيضا .

 

أخي الرئيس هناك كرامة للإنسان لها حدود ومسافة محددة لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال , وأنت عشت خلال هذه الوحدة مع قوم ربما لا يميزون بين هذا وذاك , هم يوعدون ويخلفون ويتحدثون ويكذبون .

 

- أنت الرئيس من الجنوب ولولا المرحلة الصعبة التي عاشوها لما اختاروك رئيس عليهم , واليوم ظهروا على حقيقتهم برفضهم تعيينك للدكتور احمد عوض بن مبارك رغم علمنا بموافقتهم عليه قبل الإعلان لكنها العنصرية التي يحملونها في قلوبهم ( للجنوب ) لكون هذا الرجل من الجنوب , ولن يقبلوا إلا بشخص يكون بمثابة ريموت بيداتهم , ولأنهم يعرفون إن المرحلة الآن في صالحهم ولا داعي للتوافق لا في رئيس دولة ولا في رئيس للوزراء يحكمهم من خارج حاشيتهم وعليك بان لا تصدق تواقيعهم فقد جربنا هم في وثيقة العهد والاتفاق , وأنت جربتهم في بنود المبادرة الخليجية , وجر بتهم في عرقلة تنفيذ مخرجات الحوار وما حصل اليوم في عرقلة قراركم هذا لدليل على عدم رغبتهم فيك كرئيس للجمهورية وغدا سترى المزيد من العراقيل .

 

- هكذا بدأت الأمور تتكشف ولذلك نحن نتمنى بأن لا تعتمد على وعود أمريكا وحلفاءها فهي سرعان ما تطلق الحبل بأصدقائها بأستثناء إسرائيل هكذا اثبت تاريخ أمريكا ,

 

- لذلك الأعذار كملت والمكاوي نضجت والمؤامرة مستمرة فأي الأفضل إن يعيش الإنسان بقيت حياته مجرم بدون جرم أقترفه أم شريف في وطنه وأرضه وبين أهله وأحبابه , ربما الكثير من الناس ينتقد هذا الكلام بمطالبتي برئيس دولة إن يرحل وهو في قمة النشوة بالرئاسة لكنني أقول هذه مراحل ومرحلة وجود الرئيس عبد ربه انتهت يوم 21 سبتمبر 2014 بدخول الميليشيات الحوثية إلى صنعاء وقد جرب هو كل ما تحتويه المراحل ويدرك أيضا إن مستقبل اليمن مجهول ويصعب التنبؤ حوله ..

 

- اليوم صدر القرار (رقم 61) بتعيين رئيس للوزراء وصدر القرار الثاني من إيران برفض التعين ألا يعتبر ذلك تدخل سافر في شؤون الرئيس وبالتالي في شؤون اليمن ماذا بقي لك بعد ذلك أيها الرئيس , أنا لا أعتقد بأنك ترضى بأن تداس كرامتك عن طريق رفض قراراتك بهذه الطريقة , فهذه الإشارات الأولى وعليك إن تترقب الكثير .

 

- نحن نعلم إنهم سيرفضون هذا التعين وفي الاخير ربما يقدم الاخ احمد عوض بن مبارك اعتذاره تحت ضغوط تلك الميليشيات وفي النهاية ربما يقدموا له الوعود بحقيبة أخرى لكنه لن يقبل بعد هذا ويمكن إن يتجه الى الجنوب قبلك يا سيادة الرئيس ..

 

الهدف تبعهم لم يكتمل بعد ولا يريدون مزيد من الصراع مع الرئيس على الأقل في الوقت الحاضر لكن في النهاية على الرئيس إن يتوقع الكثير وربما يكونون لك ملف اتهام وبالتالي محاكمتك تحت أي مبرر كان وهم يدركون كيف ومتى يكونوا تلك الملفات المزورة , هذه رسالتنا لكم والتاريخ يشهد بيننا ونحن في الجنوب سنقوم بواجبنا نحو قضيتنا فأهلا وسهلا بكم فأنت منا والينا والله من وراء القصد ..

 

مقبل محمد القميشي..