صادفت إجازة عيد الفطر لهذا العام منتصف الإجازة الصيفية للمدارس فاستغل الكثير من المغتربين هذه الفرصة فبرمجوا إجازاتهم لتكون عيد الفطر بين أهاليهم وخاصة أن بعد العيد مباشرة مناسبات عديدة فهذا عنده زواج ابنه وذاك بنته والآخر قريبة ويبدو من خلال ما شاهدته هذا العام انه شهد أرقاما قياسية في هذا الشأن نسأل الله أن يبارك للجميع ، كل ذلك وغيره جعل الآلاف يتوافدون إلى حضرموت خلال العشر الأواخر من شهر رمضان تحديدا وقد شاهدت بنفسي هذا الأمر في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان حيث وصلنا العاشرة صباحا وكنا نمني النفس بأننا سنفطر مع الأهل في الهجرين وإذا بأمامنا عددا مهولا من السيارات لا يصدق فوقفنا في الطابور الذي ربما يكون طوله أكثر من 2 كيلو متر لدرجة أننا لا نرى بوابة المنفذ من مكاننا وهكذا يمضي الوقت وتتبدد أمامنا ما كنا توقعناه من قبل وكان ارتياحنا النفسي أن مثلنا كثير ولكن ما أزعجنا أن بعض الناس لا يلقي بالا لمئات السيارات التي تقف في الطابور وبداخلها المئات من النساء والأطفال فتجده يشق طريقه متجاوزا الكل ويستغل عدم الرقابة المشددة قرب البوابة فيسبق من سبقوه للدخول وكأنه فوق البشر خرجت من سيارة أخي وقطعت المسافة الطويلة مشيا حتى وصلت للبوابة ونبهت ومعي افردا آخرين استآؤا من تصرف البعض فنبهنا الأخوة رجال الأمن في البوابة السعودية فقاموا مشكورين بإعادة من حاول التجاوز إلى آخر الطابور حتى أن بعضهم لمجرد أن رأوا رجل الأمن مقبلا عليهم سرعان ما عادوا بسياراتهم في لمحة عين وكان أحدهم في غفلة قد تجاوز البوابة بسيارته الليكسز الفارهة ولكنها لم تغنيه عن أن يخرجه رجل الأمن ويعيده إلى مؤخرة الطابور احتراما لقانون دولة وهيبة لنظامها ، دخلنا البوابة الساعة الثالثة عصرا فتنفسنا الصعداء أنه على الأقل لا مبيت هنا وقضينا ساعة أخرى حتى استكملنا اجرآءت الخروج وقد رأيت مدير الجوازات بنفسه يطلب من بعض من في السيارات يأتي احدهم بالجوازات إلى مكتبه ويختم له تأشيرة المغادرة ليخفف من زحمة الانتظار على كبائن المغادرة فخالص الشكر والتقدير لمثل هكذا مدير .
سألت أحد رجال الأمن كم إجمالي السيارات التي غادرت بالأمس قال لي تزيد على ألف سيارة وأكثر من ستة آلاف مسافر في اليوم الواحد .
دخلنا البوابة اليمنية وإذا (بالعكّ الكروي ) ولن نقول الفوضى أو مصطلحها السائد حتى لا تفسر بأنني أقصد منطقة بذاتها .
فيأتوك السماسرة كل يعرض خدماته لينجز معاملتك فلم استجب لهم محاولة لفهم ما يجري ترجلت من السيارة وأخذت الجوازات ووصلت إلى الشباك وزاحمت مع المزاحمين حتى وصل الدور عندي فأخذ الموظف الجوازات مني وشاهدت أمرا محيرا أنه يأخذ على كل جواز عشره ريال سعودي لماذا ؟ وكيف ؟ لا وقت للسؤال وان سألت فلن تجد جوابا وما عليك إلا أن تدفع مرغما ولنحسبها للعشرة الأيام الأخيرة من رمضان
بمعدل ( 6000×10×10=600000 ريال سعودي ما يقارب (34200000) ريال يمني اللهم لا حسد .
هنا صدقت من قال أن الوظائف في تلك المنافذ تشترى على طريقة نقل قدم أو خلو رجل للمحلات التجارية وما تبقى من حديث عن بقية أكشاك المنفذ فلها وقفات في مواضيع قادمة بإذن الله .
(صحيفة الأيام العدد 5797 الاثنين 18/8/2014)