ماذا يحدث في حضرموت؟!

2014-08-18 19:04

 

ما يحدث في حضرموت من جرائم بشعة, قتل وذبح وتفجير وسطو مسلح, وإقلاق للأمن و إرهاب للمواطنين, لا يقبله عقل آدمي, أو يرضى به ضمير حي, تحت أي مسمى كان, أكان مسمى دينياً أم سياسياً أم غير ذلك..

 

مهما كانت غاياتهم فالوسيلة المستخدمة خاطئة ومرفوضة ,و إن أعلنوا أنهم لا يعادون المواطنين.. فما يفعلونه كله موجه ضد المواطنين, و سيخلف في صفوفهم ليس قتلى و جرحى أو إجهاض الأمهات فحسب, بل حالات نفسية لا يعلم مداها وأبعادها إلا الله.. فما يفعلونه إما وسط المدن أو داخل الحافلات.. هل يعلمون ماذا سيحدث لو لم ينصاع الجنود الأربعة عشر, وأجبروا سائق الحافلة على المضي وعدم التوقف, والركاب بالانبطاح تحت الكراسي ثم قاوموا.. بالطبع لن يحدث قتلى في الجانبين فحسب بل وفي صفوف الركاب, وهذا هو التصرف الصحيح في نظري؛ لأنهم لن يموتوا كلهم وإن ماتوا فسيموتون واقفين..

 

من المسؤول أولا و أخيراً عن كل ذلك؟؟ الدولة وحدها لا غير, و من أوكل إليهم حفظ أمن البلاد و العباد.. فلم نرها يوماً تحاسب مقصرا في مهامه, أو حتى تحقق مع واحد منهم تحقيقا روتينيا, أو تحقق في الجرائم التي تحدث, أو قل لا توجد جدية في محاربة هؤلاء واجتثاث الإرهاب من أصوله مثل باقي الدول الجادة التي يهمها أمن المواطن و سلامته, فالجيش حتى وإن قام بعملية ما, يعلن قبل الظهر انتهاء العمليات و نجاحها, فلا مطاردة أو تعقب أو محاصرة المكان وحراسته.. ولو كانت الدولة جادة فعلاً لما سمحت بانتقال القاعدة من أبين إلى شبوة ثم حضرموت والعودة سالمة غانمة .. يتنقلون بحرية تامة بأسلحتهم وسياراتهم , يقتحمون المدن ويلتقطون الصور التذكارية.. ولما جعلت عشرات المسجونين يهربون من السجون والزنازين هروبا جماعيا دون ملاحقة أو إلقاء القبض على واحد منهم أو محاسبة مسؤول السجن وجنوده.. وإن حدث شيء فتحويل قائد اللواء أو قائد المنطقة أو إحالة أحدهم إلى التقاعد, أما الحساب والعقاب فإلى يوم الحساب والعقاب ...

 

من المسؤول غير الدولة وجيشها وأمنها, فهذا لا يحدث في صحراء نائية قاحلة, أو في جبال وعرة.. بل في مدن رئيسية وفي محافظة استراتيجية كحضرموت, تتواجد بها منطقتان عسكريتان – محوران – وألوية عديدة, وقوات الأمن المركزي و الشرطة والنجدة و القوات الخاصة و حراسة الشركات......و تنتشر على طرقاتها النقاط المختلفة..

 

فمدينة المكلا – مثلاً – مداخلها الثلاثة مغلقة بالنقاط والمعسكرات, ويستطيعون منع دخول الأشعة والهواء, إن أرادوا... لكن هناك خللاً ما, أو سراً ما.... والذي نفسي بيده, ما يحدث في حضرموت ولا في الأفلام الهندية,  فماذا يحدث بالضبط في حضرموت؟!