حينما تستعيد المواجع وتهيج الالام ، يستيقظ الضمير الحي فينتابه نوبة غضب وقوة للدفاع عن حقوقه المنهوبة ونفسه التي تغتال كل حين .. فيبدأ بالاستعداد للخوض في تلك المواجهة الصعبة .
كل مواجهةً ليس كل مرء يدافع عنها ويأخذ بزمالها ،، لكن جرعة اليمن المنطلقه من الحكوميين ماهي إلا طاقةً نستمد منها الصبر والصمود رغم انها جرعة ملخصة في عبارةً ظريفة :
( اغتيال ارهابي ابت الحكومة ان تلتهمه) ..
تلك العبارة تضجني كثيراً ،، وتزرع معاني الاستياء والقناعة التامة من الترف واللهو .
لكن الجرعات المستمرة تقتل ،، كما يقول احدهم :
- ان اكثر ما يقتل الشخص جرعةً وراء جرعةً فتنفذ بمسام جسدهِ المبلل عرقاً مالحاً ومراً فتؤدي بهِ إلى المقبرة ،
فلابد ان تحفروا لأنفسكم حفرةً مع قطعة قماشاً بيضاء رخيصة ،، واعلم ان الحافلة او السيارة التي ستنقلك إلى بيتك انما هي عبارةً عن صندوق خشبي ليس بهِ مخزن ديزل او بترول ، ولن تجلس يوماً كاملاً او عدة ايام لتقف بطابور النفط انما ستحملها ع كتفك ويدك ستحمر لشدة الامتساك بعمود الحافلة .
( مرضــى) ..
هكذا قالها احدى المسؤلين ، لااعلم ان كان يقصد الشعب ام يصف انفسهم بها .
(مجانـيــن) ..
كذلك قالها احدهم ، ربما يقصد ع اؤلئك الغلبه الذين يحتملون حرارة الشمس ، ويبيتون الليل بالمحطات ،، يخافون ان يذهبون للأكل او قضاء الحاجة فيعودون فلايجدوا اماكنهم المحجوزة .. . او ربما كان يقصد ان المجانين اولئك الذين يتحدثون امام الكاميرا واضعين افواههم بسماعة الميكرفون ليسمعوا الشعب تفاهاتهم التي تمحيها النهار وتنام معهم بالليل ....
في الحقيقة ،،،
ان الجرعات تموت ، والشعب يمون ،
والكرامة تفوق،
والعزة ستشمخ ،
واليمن ستحلق رايتها بسماء العلا ،
واخيراً ...
( كل الولاء للوطن ..
مهما يجور الزمن ..
ومن يعادي اليمن ..
ماله بأرضي سكن .. ) .