(عاد شي للكهرباء ناهي)؟!

2014-07-14 02:27

 

ليس صحيحاً أن المواطن لا يدفع فواتير الكهرباء, أو أنه يتحايل بطرق شتى في إدخال التيار الكهربائي إلى منزله.. فالأصل أنه يدفع قيمة استهلاكه للكهرباء بانتظام, و يدخل التيار إلى منزله من أبوابه.

 

و ليس صحيحاً صحة تامة, أن المواطن سبب رئيسي لما يحدث للكهرباء من شلل تام في كثير من مفاصلها.. فمولدات الكهرباء وشبكاتها و محولاتها حالها لا يسر عدوّاً منذ أمد بعيد, وقد بلغت اليوم من العمر عتياً, وأصبحت لا تقوى – صيفاً – على مواكبة التوسع العمراني, أو تعدد وتطور استخدام المواطن لها..

 

وليس حديثي هذا دفاعاً عن هؤلاء, أو تبريراً لأفعالهم تلك.. ولكن دعونا نختر تاريخاً محدداً, عام 1990م, وتحديداً منذ منتصفه والمواطن يدفع شهرياً قيمة الاستهلاك, و يدفع رسوم صيانة العداد, وما بينهما يدفع رسوم النظافة, بل يدفع قيمة العداد و الأسلاك والمسامير التي يثبتان بها.

 

وسط هذا الدفع المرعب ينتظر المواطن تحسناً وتطوراً في خدمة الكهرباء, أو تغييراً للشبكات والمحولات المتهالكة, أو صيانة مستمرة لهما.. لكن شيئاً من ذلك لا يحدث.. فكل ما يدفعه يذهب إلى صنعاء, وهناك يتوه في شوارعها و دهاليزها, ولا يستطيع العودة مرة أخرى..

 

فساء حال الكهرباء عاماً بعد عام, وازداد سوءاً بعد حريق محطة الريان قبل أربع سنوات تقريباً, والتي لم يحاسب فيها أحد, ولو بتهمة الإهمال, لتحل محلها مباشرة الطاقة المشتراة, مما يثير في نفس المواطن العادي كثيرا من الشكوك, حول أسباب الحريق و دوافعه, ناهيك عما يسمع المواطنون عن متنفذين , أكانوا عسكراً أم تجارا , بلغت مديونيتهم للكهرباء ملايين الملايين..

 

لهذا تنمّر المواطن الوديع وتوحّش , و صار يرقص على أسلاك الكهرباء وأعمدتها , بعد أن سمع نغمات رب البيت ضارباً على دف الكهرباء , و كل آلاتها الموسيقية.. و مما حدا بالمواطنين – بعضهم - فعل ذلك التالي:

 

أولاً : غياب العدل .. فكيف يفصل التيار عن مواطن مسكين , لم يدفع فاتورتين متتاليتين بقيمة خمسة آلاف ريال,  بينما كبار المسؤولين و المتنفذين و المليونيرات لم يدفعوا فلساً واحدا قيمة استهلاكهم الفاحش للكهرباء و على مدى سنوات ..

 

و ثانيا : غياب هيبة الدولة ..

فلو عاد هذان الغائبان ؛ لصلح , ليس حال الكهرباء , بل مناحي الحياة كلها.. و لكن لو........!!!!!!!!!!!