الحملة الإعلامية الهستيرية المظللة التي يشنها كتاب قوى النفوذ في المثلث "القبلي العسكري الديني" على الرئيس "هادي" ووزير دفاعه ومحاولة تحميلهم مسؤولية سقوط عمران ومقتل اللواء "القشيبي" ومصيره المجهول .. ورغم معرفة الصغير والكبير والقريب والبعيد في اليمن وخارجها بحقيقة الأوضاع الناشبة هناك .. وخلفياتها التاريخية السياسية والطائفية وإبعادها الخفية والمعلنة .. لا اعتقد أن هناك من لديه الرد الكافي على نعيق هولاء المتباكين على ما جرى ويجري في "عمران" وما حل ومس مواطنيها الأبرياء المسالمين فهم وحدهم من يعلم بعمق وفداحة معاناتهم والمتسببين فيها .. فأبناء "عمران" أدرى بشعابها .. حيث جاء أول رد فعل رسمي "قبلي" مزلزلا كالصاعقة يلجم أصوات الزيف والبهتان عند تلك الأبواق الكاذبة والمأجورة ومن قلب عمران ذاتها.
حيث حمل الشيخ أمين عاطف شيخ قبيلة "القشيبي" التي ينتمي لها اللواء حميد القشيبي حمل حزب الإصلاح المسئولية الكاملة عن كشف مصير اللواء حميد وأتهمهم بقتله والمتاجرة الإعلامية بجثته قائلا : "ولا استبعد قيامهم بتصفيته للمتاجرة بجثته إعلاميا بحسب منهجهم المعتاد في الإثارة بالنواح والعويل".
وقال الشيخ أمين عاطف على صفحته في "الفيس بوك" أن حزب الإصلاح هم الغرماء أمام قبيلة بني صريم حتى الآن .. وجاء في منشوره ما يلي :-
نحمل المسؤولية الكاملة عن كشف مصير القشيبي المرجعيات للقشيبي في حربه وهم "علي محسن وحزب الإصلاح" .لأنه:
1: أما أسيرا أو مقتولا وبالتالي من يعلم بذلك هم الحوثيين وكل ما يحتاجونه هو التفاهم معهم عبر وزير الدفاع أو جمال بن عمر .
2: وأما مخفيا وبالتالي من يعلم بمصيره هم الأخوان...ولا استبعد قيامهم بتصفيته للمتاجرة بجثته إعلاميا بحسب منهجهم المعتاد في الإثارة بالنواح والعويل.
3: الاحتمال الأخير أن هؤلاء جميعا ربما أظنهم مشغولون برعبهم الخاص علي نفوسهم بحيث أصبح القشيبي كرت منتهي عندهم لا يكلفهم بذل عنا الكشف عن مصيره.
وعليه نحملهم كامل المسؤولية لإيصال جثته أو بيان مصيره وهم الغرماء إمام بني صريم .. على حد تعبيره.
ما أورده الشيخ أمين عاطف من كلمات هامة وبالغة الدلالة والمعاني تكفي لجعل هولا يتحملون مسؤولية مساوئ ماضيهم الأليم وحاضرهم المظلم ومستقبلهم المجهول .. وبأن حبل الكذب قصير .. في زمن الشفافية وجرأة الناس على الاجهار بالحقيقة .. زمن الثورة والتغيير .. التي حاولوا سرقتها واغتصابها .. كما ظنوا وما زالوا يتوهمون .
أما آن الأوان أن يدرك الإصلاحيين وقوى النفوذ (القبلي والعسكري والديني) حقيقة ما يجري من المتغيرات .. وأن يقيموا إخفاقاتهم المتلاحقة .. تقييما سليما .. بدون إلقاء اللائمة على الآخرين .. سقوط "عمران" بيد أنصار الله , ساعدت فيه عوامل قبلية وطائفية محلية ومن قلب عمران ذاتها .. من القبائل والمشائخ والمواطنين الذين عانوا أكثر من غيرهم من هيمنة قوى النفوذ "القبلي والعسكري" في اليمن طوال 60 عام من الهيمنة والاستعباد والنهب والسلب باسم "حاشد" وغيرها .. ملوا كثيرا من سطوة وسلطان ديكتاتوريا الثالوث الرهيب (القبلي والعسكري والديني) الذي جثم على صدورهم ردحا من الزمن .. ولم تكن المواجهة في عمران بين الدولة وأنصار الله .. بل بين قوى التطرف الديني والمناطقي المعروفة ممن يصفهم المجتمع الدولي في بياناته "بالمليشيات المسلحة" وبين الحوثيين .. فمن تسبب في سقوط "عمران" هو أبناءها قبل غيرهم ممن خذلوا هذا الثالوث أو سئموا من هيمنته وماضيه الأليم !
سقطت "عمران" عندما انهار هذا التحالف ألظلامي الهش .. عندما طفح الكيل وبلغ السيل الزبى .. حين هرب قادتهم ومشائخهم ونفذوا بجلودهم وعائلاتهم وأموالهم إلى ماليزيا ودبي وغيرها من بلدان المنطقة والقرن الإفريقي التي امتلأت خزائن بنوكها بالأموال المنقولة و المنهوبة .. لهذا تركتهم قبائلهم وتخلت عنهم يواجهون مساوئ ماضيهم الحزين بمفردهم !
ومن يلقي باللائمة على الرئيس هادي ووزير دفاعه عليه أولا أن يعيد قراءاته لقوام اللجان الرئاسية التي كانت معنية بملف تلك التداعيات وسيعرف من أين هي ! فهي كلها من حاشد وبكيل ولا يوجد فيها احدهم من (أبين أو الضالع أو شبوة أو أي جنوبي كان) وعليه قراءة بياناتها التي كانت تصف بالحيادية .. في هذا النزاع الطويل القديم بين من تصفهم بيانات (اللجان الرئاسية ومجلس التعاون ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية) وجمال بن عمر ب(جماعة الحوثي والمليشيات المسلحة) التي كانت تتستر بغطاء اللواء القبلي "الحاشدي" (310) الذراع القوية لقوى النفوذ (القبلي والديني ) في صنعاء ..التي نصت وثيقة الحوار (حوارهم هم وحدهم) وقرار مجلس الأمن "2140" على نزعها وتسليمها للدولة .. أن وجدت لديهم هذه الدولة التي ظلوا يرفضونها وما زالوا إلى أبد الآبدين !
ناشر ورئيس تحرير موقع "عدن الآن" الإخباري