باوزير .. في ذكراها الأربعين

2014-05-12 06:50

 

بحلول هذا العام, يكون قد مضى على التعليم الثانوي في مديرية غيل باوزير أربعون عاماً , أي منذ العام الدراسي 1973م/ 1974م .. وهو تاريخ يشير إلى تأخر التعليم الثانوي بالمديرية ,مقارنة بنشوء التعليم فيها: المتوسط العام (المدرسة الوسطى), و التعليم التخصصي ( المعهد الديني ودار المعلمين والثانوية الصغرى) ,التي سبقت فيهما حواضر حضرموت قاطبة, أي منذ أربعينيات القرن الماضي.. ويشير التاريخان كلاهما إلى غمط مدينة العلم وحرمانها من كلية أو كليتين من كليات جامعة حضرموت .

 

وأربعون عاماً من التعليم الثانوي تعني أن كوادر المديرية التي تشغل مناصب ووظائف على مختلف المستويات والمراكز, أنهم جميعاً مروا من هنا ,وارتموا بين أحضانها .

 

إنها ثانوية الفقيد سعيد عوض باوزير, فمن أثدائها, أرضعت أبناء الغيل علماً ومعرفة.. ومن أحشائها أخرجت للعالم نجوماً زاهرات ستظل تفخر بهم المديرية على مدى الأزمان.

 

وعلى مدى أربعة أيام, كانت المدرسة, طلاباً ومعلمين.. على موعد مع الوفاء الجميل, قدموا خلالها عدداً من الفقرات و الفعاليات التي تستحق الاهتمام و الإشادة.. بدءاً بالمعارض المختلفة , ومروراً بالمسابقات الفكرية والإنشادية والرياضية ,و العروض الفنية و المسرحية التي شهدها مسرح المدرسة, و انتهاءً بالحفل التكريمي الذي جاء تتويجاً لتلك الاحتفالات الرائعة التي أعادت للأذهان تلك الأيام الخوالي, حين كانت المدرسة الوسطى تحتفل بأعيادها السنوية لإبراز مواهب الطلاب المختلفة.

 

مع فروق في ذلك ,أهمها في نظري : حضور السلطان القعيطي لهذه الفعاليات, ومعه ناظر المعارف , وهما يمثلان اليوم رئيس الجمهورية و وزير التربية و التعليم .

 

ومدرسة الفقيد باوزير الثانوية ,خلال احتفالاتها بالذكرى الأربعين لتأسيسها لم تحظ أو تتشرف بحضور ممثلين من المحافظة .. أكان ذلك على المستوى السياسي ( من ديوان المحافظة ) أم على المستوى التربوي و التعليمي ( من مكتب وزارة التربية و التعليم بالمحافظة ) .

 

و مدينة الغيل ليست بالمدينة النائية , أو تقع في صحراء غيل بن يمين أو في أطراف مديرية دوعن ..  و ثانويتها ليست بالثانوية النكرة , بل تسجل حضوراً في كافة المناسبات و المنافسات التي تقام على مستوى المحافظة, و على قائمة الأوائل أيضاً  أكان بالمحافظة أم بالجمهورية .

 

لكن ذلك كله , بالإضافة إلى عمرها التعليمي المديد , و إرث مدينتها  العلمي التليد و.... لم يشفعا لها حتى عند رؤساء أقسام التربية و التعليم - على كثرتهم هذه الأيام – لحضور واحدة من تلك الفعاليات , أو نصف ساعة من ساعات الأيام الأربع الاحتفائية .

 

بينما زمان .. كان السلاطين أنفسهم يحضرون تلك الفعاليات , ومعهم وزير التربية والتعليم آنذاك .

 

فعسى أن يكون المانع – اليوم -  خيرا !!!!!!!!!!!