الرئيس (هادي) والحملات الإعلامية المسعورة!!

2014-04-12 17:56

 

ما من عاقلٍ - أبداً - في هذه الحياة يُبصر ويسمع ، ودون أن يكون في حواسه عيبٌ قد خَلَقَهُ لنفسه ، لا يستطيع التَّمييز لما يتعرَّض له الرَّئيس هادي من محاولات استغلالٍ وابتزازٍ سياسيٍّ على كلِّ المستويَّات .

 

 وما نشر مؤخرا لجريدة (أخبار اليوم ) المقربة من الجنرال العجوز علي محسن الاحمر وقد سبقتها محاولات عديدة عبر مواقعهم وصحفهم ، ما هي إلَّا نماذج مُقرَّبةٍ فقط لبعض السِّيناريوهات التي كان يتعرَّض لها شخص الرَّئيس وعائلته ، من مضايقات ومؤامرات ومكايداتٍ سياسيَّة بامتياز ، وبعد أن حذَّرنا منها مِراراً وتكراراً ، أخيــراً ضَفَت على السَّطح وشاهدها الجميع الآن ، وشاهدوا كيف أنها تهدف إلى شلِّ قدرت الرئيس التأثيرية في حركة التَّغيير ، الذي كان ينتوي لقيام بها خلال السنتين المنصرمتين لحكمه.

 

 صحيفة جنرال الحروب علي محسن الاحمر اتهمت الرئيس هادي بكل الاتهامات الكاذبة ،كل ذلك كان خِدمةً للمُهمَّة الإنقاذية التي خرج الجميع من أجلها وبسببها واختاروا شخص الرئيس بإجماعٍ دون حتى أن يطلبها ، وسرعان ما رأينا كيف أنَّ المخلوع هرع إلى لبس عباءته المُعتادة ، عباءة تقمِّص الفُرص والأدوار ، وهذا ما اشتهر به صالح ، ليُظهر نفسه تحت نظريَّته الفرعونية الشهيرة "أنا ربُّكم الأعلى" ، "أنا صمَّام الوحدة وأمانها " ، "والوحدة خطٌّ أحمر" كيما يُدغدغ العواطف بهذه اللُّغة ، أجادوا الدَّور وساعده في أدائه وبدأت تُشنُّ حملاتٍ شرسةٍ على الرَّجل مصحوبة باستمارات عودة الفلول ، الذين كنَّا في القريب العاجل نُطالب بمحاكمتهم ، وها هي ذي المطالب الآن تتصاعد من جديد لمحاكمة ورفع الحصانة .

 

 لم يستمر سكوت جنرال الحرب العجوز علي محسن الاحمر طويلا ، ومن معه الذين كانت مواقفهم مساندةً لمواقف صالح إما بالتصريح أو بالإيعاز ، لكسب ودَّ وتعاطف بعض البلهاء الذين يظنُّون أنَّه قد آمن وعقل ، ولكنَّهم يعلمون أكثر منا في أنَّ في القلب ما فيه ، ولكن الابتزاز - للأسف – هواية بالنسبة لهم ، يدفعوا برجلٍ مأجورٌ في اغتيالاتٍ سياسية سابقة ومنها عملية الاغتيال المنفّذة ضدَّ الرئيس علي ناصر دون أن تنجح ، نفذها ذلك "الطواف" الذي يعمل بالدفع المسبق ، لم يقم الطواف باستدراج الشهيد المناضل عبدالرقيب القرشي للعودة لصنعاء ليتم قتلة هناك امام فنذق تاج سبا بعد عودته من صلاة الجمعة ، ولكن هادي هذه المرة رفض أن يدفع له من فاتورة الشعب الذي استأمنه ، فاستغلَّ الرجل هذا وصار يبتزُّ بفتحه جبهةً ضد هادي وإعلان الحرب عليه بمناطقيَّة مقيتةٍ وفجَّةٍ حدَّ الاشمئزاز .

 

 إن نظرة النَّمطية التي يَسبُّ بها بعض المأجورين والمرتزقة الرئيس هادي رغم معرفتهم بمتطلَّبات المرحلة الخطرة ، التي تملؤها الدسائس والمؤامرات ، التي تُحاكُ ضدَّه وإغراقه بشتى أنواع الفوضى ، وإسقاط سوء وأخطاء من كانوا قبله عليه ، وحتى أسرته تلك التي لم تسلم أبداً من الأذى وتمَّ شيطنتهم .

 

لقد اتَّجهت الهجمة في حق هادي وعائلته من عدة محاور ، تستهدف كل الفئات المتعلمة وغير المتعلمة ، حتى أنهم يستعينون ببعضٍ من متخصصي فرق "إدارة الأزمات" في هجومهم وسواء   كانت داخلية أو خارجيَّة ، والتي تستطيع اللَّعب بالأوراق المختلفة ، وإلَّا لما سميت بفرق إدارة الأزمات ، وهي حينها لن تأتي بِكلِّ سذاجةٍ لتضع طُعمها بل إن الطُعم يتماهى مختفياً لمُدَّة ، ولا يشعر به أحدٌ إلّا إذا بدأ مفعوله يسري في جسد ضحاياه المحدَّدين "بدقَّة" ، وهُنا لماذا قلنا بدقة وركزنا فيها ؛ ذلك أن التحديد هنا يكون للتأثير المتزامن على كل الأطياف والفئات ، وخاصة المتعلمة ، والذي تقوده عمليات التفكير السليمة الى نتائج مفادها شيءٌ واحدٌ فليتَّبعه أينما كان بلا تحيُّزاتٍ أو عواطف .

 

لقد تبيَّن اليوم أن الرئيس "هادي" أعقل الجميع ولا يفكر بنشوةٍ طيشٍ أو عاطفةٍ قد تكلِّفه ووطنه الكثير ، وترمي بهما في غيابات عالمٍ مظلمٍ الله وحده أعلم بُكُنهِه ، كان أحكم الجميع حين صمت ، فحفظ البلاد والعباد - بمشيئة من الله - من شرِّ ما قد كانت ستصل إليه وما نموذج سوريا وليبيا عنا ببعيد ، ونظنُّ أنَّ الوضع لا يزال مترشِّحاً لذلك لو لم يستمر هادي بما قد بدأه في هيكلة الجيش هيكلةً كُلية ، ولهذا نرى أن هادي قد انتظر حتَّى واتته الفرصة الملائمة لتخليص الجيش من كارثةٍ كانت قد تحلُّ به ، جرَّاء امتلاكه من قبل أقطاب الصراع العسكرية ، التي قد تذهب بالبلد في خبر كان ، وحينها لا ندري أي خطرٍ عاجلٍ لا يمكن دفعه إذا لم يتم "التمديد" لهادي ؛ فالخطر مازال قائماً والانفلات الأمني ما يزال حاضراً في الشمال والجنوب ، وكيما يجعله جيشاً وطنياً لا يُعاد فيه إنتاج السلطة فيه للقوى العسكرية التقليدية ، أو العصبويات القبائلية التي تريد التقاسم والمحاصصة بعيداً عن مصلحة الوطن .

 

المتابع للحملات الاعلامية المسعورة ضد الرئيس هادي لا يُراد للرجل أن ينجز شيئاً ومهما كلف الثمن يريدون أن ينهوا صيرورته التي ليس همها إلا أن تضع أرجلنا جميعاً ووطننا في الطريق الصحيح البعيد من الانحرافات ، ولكن أحداً لا يحسُّ بواجبه ومسؤولياته الوطنية تُجاه وطنه ، إلا من رحم الله ، دعونا من كل ما نقوله وكونوا عقلانيين بعيداً عن الأحكام الجاهزة والمعلبة ، لنجيب ماذا يقول المجتمع الدولي عن الرجل ، إنهم يشيدون به وهم متمسكون به لأنه أمل هذه البلد ومنقذها وهذا ما قاله بن عمر في كلمته في حفل اختتام الحوار الوطني ، ويشيدون به ليس لسواد عيناه ، بل لأن لديهم دراساتٍ علمية دقيقةٍ وواضحة ومعلومات وأرقامٍ تفيد بأوضاع البلد المفخخ من كل جانب .

 

البلاد في أمس الحاجة إلينا جميعاً فراداً وجماعات ، في ضل هذه الاحتقانات والالتهابات المزمنة التي يعانيها هذا البلد المليء بالشياطين البشرية والمليء بالمتآمرين ، المتقاسمين والمحاصصين ، وكل خطأٍ يقع فيه أحدهم يوضع في كفة الرئيس ، فهو من يخطأ وكل الحق عليه ، وإن قام بإجراءات تصحيحية لإصلاح مسارات الانحرافات تلك ، سرعان ما ترى الانتقادات تنهال عل شخصه وعائلته ، وسرعان ما تُشخصن ضده وكأنه المجرم لا المنقذ الذي إختار طريقاً صعباً للغاية ودفع الكثير من أجله ، رأينا كيف تم استهدافه في العرضي ورأينا من قبل كيف تم استهدافه في عملياتٍ كادت أن تودي به لولا قدرة الله وستره لا ندري ما الذي كان ينتظر البلد في الضفة الأخرى .

 

الحاجة ماسة كثيراً لكلِّ أبناء الوطن كلهم ومن دون تحديد بخلفياتهم وبانتماءاتهم وهوياتهم ، فالمعرقلون كثيرون وما أكثرهم ، والطامعون الرافعون لرايات الفساد والمنضمون تحت لوائه أكثر من أي شيء آخر ، ما أسهل أن يبيع الإنسان ويشتري في بلد طيبٍ كهذا الذي نعتاش تحت سقيفته ، ولكن سنعيش لفترةٍ من الوقت ، وسنعيش ملعونين ، طيلة حياتنا ، سنعيش وتحتنا بِركٌ من نار وجحيم ، سنعيش بعد أن بِعْنَا الوطن والواجب والمسؤولية ، وضميرنا يأكلنا من الداخل ولا يكف عن نخر عظامنا الخائرة ، فلنصلي بعدها في الجحيم صلوات الندم والحرمان الحقيقي ، تحت محراب خيانة الوطن الذي سنسأل عنه في كل وقتٍ وحين ، والويل الويل لمن كان لمن لم يشفع له عمله .

 

كما ندعو الجميع إلى مزيد من التضامن والتعاون مع الرئيس عبد ربه منصور في اتخاذ قرارات شجاعة سياسية وعسكرية لإنهاء مهزلة بقاء كل ما تبقى له من مظاهر الوجود لصالح الذي لم يعد يحظى بأدنى قبول من جماهير الشعب والمجتمع الدولي والعمل على رفع الحصانة لتجميد أرصدته واعتقاله بقرار دولي تمهيداً لنقله إلي لاهاي لمحاكمته ومن معه في محكمة الجنايات الدولية. كما نهيب بالمواطنين الي اليقظة التامة والتصدى لحالة الإنفلات الأمني وتمادي سفهاء الفلول وغيرهم في التطاول على الرئيس هادي.