من ذاكرة التعليم

2014-03-24 13:24

 

لم يكن التعليم – زمان – كله تلقينياً , فقد كان فيه من الجانب العملي و الترفيهي الذي يمارسه التلاميذ أنفسهم الشيء الكثير ..  فقد كان إلى جانب

النشاطات اللاصفية التي تعج بها المدارس في الفترات المسائية , نشاطات

أخرى صفية , ليس فيها للمعلم إلا جانب الإرشاد و التوجيه .. و ليس فيها

شيء يؤثر على سير الدراسة , أو جدول الحصص ..

 

و مما يطفو على سطح الذاكرة , و يتشبث بها : حين كنا صغاراً , و تحديداً في الصف الثاني الابتدائي , كنا في حصص المدوّنة , حيث يُحضِر كل تلميذ دفتراً ( أبو ست عشرة ورقة ) , ثم يقسم كل صفحتين متقابلتين إلى مربعات بعدد أيام الشهر , يسجل فيها يوميا بالرسم ما يشاهده من أحوال جوية , أو مزروعات , كأن يرسم شمسا ساطعة أو غيوماً أو مطراً أو باذنجان أو طيوراً أو غير ذلك .

 

و في دروس يُعنْوَن لها بـ ( زيارتنا إلى ) كنا نزور بعض أصحاب المهن  .. كالقاضي و الطبيب و الإسكافي و ..... و يتوجه إليهم التلاميذ بأسئلة معدة من قبل المعلم , يتولى التلاميذ تقديمها ..( ما هي أعمالك ؟ ما هي

صعوباتك ؟؟؟ ....)

 

و مثل تلك التربية العملية التي يمارسها التلاميذ , كنا في حصص الجغرافيا نتدرب على الجهات الأصلية و الفرعية و فرعية الفرعية , من خلال موضوع :

البحث عن الكنز ..

 

و فيه يقسم المعلم الفصل إلى مجموعات ( الأسد , النمر الفيل ....) قوام

كل مجموعة خمسة أو ستة تلاميذ , و تسلم إليهم خريطة , يُحدّد عليها سهم الشمال , وتمتلئ بالرموز , مثل رمز : ( المدرسة ,المسجد , القبة, السقاية , النافذة ’ الشجرة....) و يحدد فيه  الطريق إلى مكان الكنز الذي يتم البحث عنه , على تلك الخريطة , في ساحة المدرسة أو في خارجها , في جو من المرح و التشويق و المتعة ..

 

و هل تعلمون : ما الكنز ؟؟ إنه حبات من ( النعنع ) يتلذذ بها التلاميذ

الصغار  الحاصلون على الكنز .. و هي فعلاً كنز ثمين في تلك الأيام .. فما أحلاها !!  و ما أحلى الرجوع إلى أيام زمان !!!