المواطن المسكين

2014-03-17 06:06

 

و أعني به ذلك الشخص الذي تتجمع على رأسه هموم الدنيا كلها إذا انكسرت لديه كنارة - و الكنارة أعزكم الله زجاج الفانوس - أو قصبة الميل إذا احترقت.. و أقصد بذلك أي شراء خارج الموازنة, و بعيداً عن المقررات المحفوظة لديه, أو الأسئلة الإجبارية التي اعتاد على حلها, و أُجبر على الإجابة عليها خلال السنوات الماضية..

 

فكيف بالله إذا تكالبت عليه الأمراض؟؟  فيصبح حينها كالقشة التي تتقاذفها أمواج المستشفيات و المستوصفات.. و كأنه تلك القشة المذكورة في الأمثال, التي يبحث عنها الغريق, أو القشة التي قصمت ظهر الجمل, فزادته غرقاٌ على غرق, و قصماً إن كان لديه - أصلاً – ظهر..

 

فهذه الأماكن من أشد المواقع إباحة.. إباحة في النفقات و صرف الأموال دون أن تسأل ما السبب؟ و هل هذا التحليل يجدي أو ذاك مطلوب لهذه الحالة و ذلك المرض.. تدفع ثم تدفع ثم تدفع, حتى تصبح خارج نطاق الجاذبية الأرضية, و لم تعد قدماك يحملانك بل يطيران بك في الفضاء..

 

هذا إذا كان مرضك أو مرض أحد أفراد أسرتك ليس من الأمراض الستة, و أعني بها الأمراض التي تدفعك للذهاب إلى مصر أو الهند أو غيرها من البلدان, فحينها حدّث ولا حرج..

 

و الإنسان - مهما كان - ليس بمنجى من هذه الأمراض, لكنها تقع دائما على هامش الصرفيات , ولا تدخل في بند المصروفات ؛ بسبب ضيق الأيدي و سوء الأحوال , وهي تفجأك دائماً, دون سابق إنذار.. فما عليك إلا أن تكون على أهبة الاستعداد, و في يقظة قصوى , على مدار الساعة, لا من أجل صدها و لكن من أجل القدرة على علاجها دون الاستعانة بالجمهور أو بصديق ..

 

و السؤال الذي يطرح نفسه دائماً : هل كل بلاد العرب مثلنا؟ أو هل مصر والأردن اللتان يذهب إليهما مواطنونا مثلنا أيضاً؟؟ و الإجابة عن ذلك السؤال بالنفي المكعب, فكل تلك الدول, و كل دول العالم تدخل في إطار التأمين الصحي, لأنهم يعلمون أن المواطن ليس لديه القدرة على مواجهة الأمراض وحده, أو أن يقف لها بالمرصاد أربعاً وعشرين ساعة ..

 

فهل يعلم الحاكم ومن يتولى أمرنا ذلك, أو أن المواطن خارج المخطط دائماً و بعيد عن الأجندة؟ و يكفي أنه هو, وإلى حفيده العاشر و جده السادس عشر, يعالجون جميعهم و يجرون الفحوصات في الخارج..

 

فهل نسمع يوماً عن تأمين صحي, يلف المواطن بسياج من الأمن و الأمان, و يحفظ ماء وجهه من أن يراق؟ تأمين قرانا عنه كثيراً في قوانينهم, و منها قانون المعلم لكن قوانينهم و أنظمتهم كالمعيدي, تسمع عنها خير لك من أن تراها. فمن للمواطن المسكين ؟؟!!