للناس هاجس , و لي سبعون هاجسا .. و تصلح جميع الهواجس إن راض هاجس الغيل ..
و يشغل الغيل منذ زمن ليس ببعيد هاجس استخراج البطاقة , التي من أجلها ينزل الكثيرون نزولاً اضطراريا ؛ لاستخراجها .. كالمرضى و المعتمرين و الحجاج و كل من أراد استخراج جواز , أو لأي أمر كان ..
و هي ليست بالمجان .. تصل قيمتها , أو ما تدفعه من أجلها , ما يقرب من ألفي ريال..ثم تواجهك أول عقبة : أن آلة التصوير عاطلة , و عليك بالذهاب إلى المكلا ..
و إن كنت محظوظاً و أنجزت معاملاتك في الغيل , يخبرك الموظف المسؤول :
بأنه سيرسل الاستمارات إلى المكلا , و ما عليك إلا الانتظار و المتابعة
المستمرة لنا ..
أعرف أناساً انتظروا شهراً كاملاً , و هم في كذب و مماطلة .. و بعده
اضطروا للذهاب إلى المكلا , و هناك لم يجدوا ملائكة ... نفس العجينة
الشيطانية , التي تماطل و تسوف , و تستمرئ عذابات المواطن الذي لا يستطيع الدفع , و لا يعرف أحداً هناك ..
مصيبة كبرى حين يصبح مقدار التعامل مع الناس في وظيفة حكومية عامة , بمقدار ما تدفع , أو بحسب من تعرف , لأن بعض الناس يستخرجون بطائقهم في رقم قياسي مسجل في موسوعة جينس , مقداره يومان .. يومان فقط ..
هذه الأيام , و في الغيل نفسها , يخبرك الموظف , الموظف نفسه : أن
الاستمارات غير موجودة , عليك بالمتابعة , أو عليك بالاتصال , و يعطيك رقم جواله الذي يرن فقط و لا يجيب ..
لهذا يضطر الكثيرون لاختصار العذاب , فيذهبون إلى المكلا لاستخراج البطاقة ..
وهناك تظل مثل باصات الأجرة , ذهاباً و إياباً , و هم يماطلونك يومياً
بأن الرقم الوطني لم يصل من صنعاء , حتى وإن وصل الرقم .. إلا إن كنت من الدافعين أو من الواصلين ..
و إلا ما معنى هذه المماطلة , إن لم تكن مصيدة للدفع الحسن ؟؟ و ما معنى قولهم أن الرقم لم يأت من صنعاء , ثم تقابل أحد الموظفين صدفة , من بينك و بينه معروف قديم , فيستخرج لك البطاقة برقمها وشحمها و لحمها في أقل من نصف ساعة ؟؟؟
و لكي يحفظ ماء وجه أصحابه , و يحافظ على شجرة الفساد مورقة خضراء , يخبرك أن الرقم الوطني وصل في الحال .. فإلى متى سيستمر هذا الحال ؟؟!!