تغيير التغيير

2014-02-10 08:39

 

تبددت أحلام الثورة لدى كثير من الشباب , بعد يوم الانضمام و التأييد

التاريخي المشهود , وبعد أن ركبت الموجة , و تسلقت الأحلام أحزاب

المعارضة  المتواطئة , على مدى تاريخها الانتخابي ..

 

و ليس ثمة آمال تبدو في الآفاق , في قدرة هذه الثورة على التغيير , لا

تغيير الأسماء و الألوان والنكهات .. بل التغيير الحقيقي الذي يقود إلى

الدولة المدنية الحديثة , دولة النظام و القانون و الحقوق و المواطنة

المتساوية .. لا فرق فيها بين أحمر أو أبيض أو أسود , إلا بقدر كده وجهده

, لا بقدر انتمائه القبلي أو الحزبي أو غير ذلك ..

 

قد يستطيعون رسم هذه الدولة , ولكن على الورق .. و نسجها ولكن في الخيال

.. ثم رفعها شعارات جوفاء , تسمع لها دوياً كلما هبّت الريح ..

 

كتبت مثل هذا الكلام و نفس العنوان , في أكتوبر 2011م .. و الآن , وبعد

ثلاثة أعوام من ثورتهم , يتم إخراج الشباب إلى الساحات , في ظاهره ,

المطالبة بتحقيق أهداف الثورة , و حفظ ماء وجهها ..  و في باطنه لعبة

الشيوخ و الكبار , الذين انتقلوا من سيارة النظام إلى سيارة الثورة ..

 

وسرقوا من الثورة - حتى تاريخها – و هو الخامس من فبراير لا الحادي عشر ..

فهل  من المعقول أن تكون الثورة على شخص علي عبدالله صالح وحده , بينما

أذرعه و من كانوا يسندونه انضموا إلى الثورة ؟؟ و هل يستطيع هؤلاء الشباب

إرجاع تاريخ ثورتهم , و هل يستطيعون أن يجبروا شيوخهم , على أن يقفوا –

فقط – أمام إشارة المرور الحمراء , أو أن يغيروا نظرتهم تجاه الأم و

الابنة والزوجة التي ينعتونها بالمكلف؟ هل سيبدون حسن نياتهم تجاه الجنوب

و أهله , بالفعل لا بالكلام , أو سيظل في نظرهم البقرة الحلوب ؟ هل

سيعيدون أموالاً تراكمت بين أيديهم بعد عام 1990م ,أو غنمها في 1994م؟؟

هل سيعتقون رقبة البحر العربي , أو يطلقون سراح جبال حضرموت ؟؟

و هل هؤلاء  وهؤلاء و هؤلاء يؤمنون بالتغيير ؟؟؟ أو أن التغيير سيحتاج

باستمرار إلى تغيير و تغيير !!

 

و أطرف تعبير عن هذه الثورة و ما هي عليه من غموض و تناقض و عدم  وضوح ,

قول أحد كبار المحللين السياسيين :إن الثورة لا تحتاج إلى محلل سياسي ,

بل إلى منجم أو مشعوذ ..

 

لهذا ترزح الثورة مكانها , جمعة وراء جمعة , و النتيجة سلبية على البلاد و أهلها ..

و غداً الحادي عشر من فبراير .. و إنا لمنتظرون !!